فى ظل الاتجاه المتسارع لمحاربة الفساد وكشف المتلاعبين فى كل مؤسسات الدولة، يبرز دور الإعلام لما له دور فعال ومؤثر فى القضاء على الفساد وكشفه للرأى العام . أستاذ الإعلام د. فاروق أبوزيد يقول ان هناك نظامين سياسيين فى العالم نظام ديمقراطى وآخر سلطوى وفى كل منهما يختلف دور الإعلام ففى النظام الديمقراطى يكشف الإعلام الفساد بكل حرية بل ويمكن الشعب أيضامن نقد ومقاضاة الحكومة والمسئولين بخلاف النظام السلطوى الذى يكمم الأفواه ويحاصر الإعلام وبالتالى تضيع الحقيقة. ويضيف: أول وظائف الإعلام التى ندرسها للطلبة فى كليات ومعاهد الإعلام هى كشف الفساد وهو ما يحتاج إلى حرية للإعلام وتداول المعلومات فكم من معلومات غائبة عن الإعلام فى الوزارات ومؤسسات الدولة والأهم من ذلك أن هناك لوائح وقرارات للمسئولين لابد أن تكون فى متناول الإعلام لأن هذه القرارات ربما تخدم اناسا بعينهم وتسلب حقوق أخرين فهذا يعتبر فسادا أيضا ويقول: من معوقات الكشف عن الفساد أن الإعلامى لا يسمح له فى أوقات كثيرة بمعرفة كواليس ودهاليز مايحدث فى مؤسسات الدولة وبالتالى لايستطيع متابعتها فهناك إحيانا صعوبة فى الوصول للمعلومة فى بعض الأمور ومن هنا تأتى أهمية الحرية وتداول المعلومات. ويضيف: الدور المهم والأهم فى الإعلام هو الكشف عن الفساد وهناك نماذج كثيرة عالمية أو محلية كانت سببا فى قوة الإعلام بسبب كشفها للفساد ومنها على سبيل المثال ماكشفته صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية فى القضية الشهيرة ووترجيت والتى أدت فى النهاية الى استقالة الرئيس الأمريكى نيكسون وأيضا جريدة النيويورك تايمز والتى كشفت فى حملاتها عن حرب فيتنام الكثير من الأسرار وأدى ذلك الى انسحاب الجيش الأمريكى كما كان للكاتب الكبير إحسان عبد القدوس دور مهم ومؤثر عندما كتب مقالات عن الأسلحة الفاسدة. ويشير د.ابوزيد إلى أن دور الإعلام فى محاربة الفساد لا يكون أبدا ضد الحكومة بل يساعدها فى محاربته وكشف مخططاته مما يعود على الدولة والشعب فى إستقامة الأمور وإستقرار سياسى وإقتصادى ورضا شعبى لايقدر بثمن .