أثار تقرير الأممالمتحدة الأخير حول حالة ونوعية مياه الشرب والذي حمل اسم' المياه المريضة' الكثير من التساؤلات والمخاوف المرتبطة بالمستقبل. خاصة في ظل تناقص موارد المياه وارتفاع معدلات تلوث في المنابع ومنها بحيرة فيكتوريا. وقد شهد الاحتفال العالمي بيوم المياه والذي حضرته الأهرام مؤخرا بمقر الأممالمتحدة بالعاصمة الكينية نيروبي الكثير من الحوارات والنقاشات حول هذه القضية الحيوية بين العديد من الخبراء. وقد شمل التقرير بعض المعلومات الصادمة كما أوضح أكيم ستاينر مدير برنامج الأممالمتحدة للبيئة مثل ارتفاع معدلات الوفاة بسبب الأمراض المنتقلة عبر مياه الشرب الي أكثر من2 مليون حالة سنويا. وبالنسبة لدول حوض النيل فقد تم تصنيف الدول المحيطة ببحيرة فيكتوريا بمجموعة اللون البني والتي تعد من أعلي المؤشرات لتلوث مياه الشرب المسببة للوفاة تلتها مجموعة ثانية تضم كل من السودان وإثيوبيا وكينيا والتي تصل فيها نسب الوفاه من مياه الشرب الي200 لكل100 الف نسمة أما فيما يتعلق بمصر, فكانت أفضل حالا من باقي دول حوض النيل حيث تم تصنيفها بالتقرير في قائمة الدول التي يتراوح بها نسب الوفاة بسبب الأمراض المنقولة عبر مياه الشرب مابين30 الي100 لكل100 ألف نسمة. وخلال مشاركتها فعاليات اليوم العالمي للمياه صرحت شاريتي نيجلووزيرة الري والموارد المائية بكينيا أن العالم قد يقبل في غضون السنوات القادمة علي حرب عالمية ثالثة للحصول علي مياه نظيفة صالحة للشرب. وسعيا للحد من هذه الكارثة فهناك مشروع كبير لإنقاذ بحيرة فيكتوريا والحد من تلوث مياهها حيث تصل تكلفة المشروع الي6.5 مليار دولار بتمويل من البنك الدولي والهيئات الدولية المعنية بالبيئة والوكالة السويدية للتنمية وبالتعاون مع مجموعة الخمس دول لشرق إفريقيا والمحيطة بالبحيرة وروافدها وهي كينيا أوغندا تنزانيا رواندا وبوروندي. ومن المقرر أن يقام علي ثلاث مراحل خلال8 سنوات حتي عام2017 بإيجاد حلول للدول لتدوير مياه الصر ومنها إنشاء محطة لإعادة تدوير المياه بمدينة كيسوموبكينيا والمطلة علي البحيرة. وقد بدأت المرحلة الأولي منه للحفاظ علي التنمية المستدامة لبحيرة فيكتوريا خاصة في ظل تدهور نوعية وكمية المياه بفعل تغير المناخ وصرف مخلفات المدن الكبري الصناعية والزراعية في البحيرة. جدير بالذكر أن مصر غير مشاركة في هذا المشروع طبقا لتصريح المستشار أحمد حارس والذي شارك في احتفالية اليوم العالمي للمياه ممثلا للسفارة المصرية. وكما هومعروف فإن بحيرة فيكتوريا تعد ثاني أكبر بحيرة للمياه العذبة في العالم وأكبر بحيرة في قارة إفريقيا والمنطقة الإستوائية حيث تصل مساحتها الي69 الف كم مربع وتحتوي علي2750 كم مكعب من المياه العذبة. كما أن البحيرة هي المصدر الأساسي لمياه النيل الأبيض والذي يسهم بنسبة20% من مياه نهر النيل. وفي حديث خاص للأهرام حول كون المياه أحد العوامل الأساسية للصراعات الدولية القادمة صرح دكتور كريستين نيلمان المشرف العام علي تقرير المياه التابع للأمم المتحدة أننا عالميا نشهد ذلك فالمياه ليست مصدر الرفاهية الشعوب مثل البترول أوالذهب ولكنها عنصر أساسي للوجود والحياة. وفي سؤال حول منطقة دول حوض النيل أكد دكتور كريستين أن هناك فرصا أكبر للحوار بين الدول التسع لإيجاد حلول للجميع وأضاف أنه بمقارنة الآليات والاستراتيجيات لإدارة موارد المياه بين دول حوض النيل فإن الوضع في مصر أفضل بكثير عن الدول الأخري لذلك فإنه من الضروري دعم التعاون لتقليل المياه المهدرة في بعض دول الجنوب والي تطبيق نظم الري الحديث للزراعات والتي ستقلل من المياه المستهلكه من60% و70% الي نسب معقولة. وحول أثر تغير المناخ علي موارد المياه بشرق إفريقيا وبالتحديد منطقة حوض النيل وتضارب الدراسات بين احتمالية زيادة الموارد وانخفاضها أكد دكتور كريستين الي أنه من المتوقع أن يحدث تغير جغرافي في توزيع مياه الأمطار وعلي ذلك من الممكن أن نشهد زيادة في الأمطار في بعض الدول وانعدامها في الأخري لذلك من الضروري أن نأخذ مثل هذه الدراسات بمزيد من الجدية وأن نكون مستعدين للسيناريو الأسوأ علي أن نأمل أن يأتي السيناريوالأفضل.