ما أن تذهب إلى أى دولة من دول العالم المتقدم علميا إلا وتجد باحثين من خيرة الشباب المصرى ينهالون العلم والمعرفة والتكنولوجيا فى كافة التخصصات للحصول على الدرجات العلمية ماجستير ودكتوراه وهذه المرة شاهدناهم وتحدثنا معهم من داخل المانيا بمدينة شتوتجارت بولاية بادن فورتمبرج - قلعة الصناعة الألمانية - يتنافسون مع طلاب آخرين ليسوا المانا فقط بل ومن دول عديدة ويتفوقون نظريا وعمليا وتتسابق عليهم كبرى الشركات العالمية المعروفة هناك والتى لا تعرف المجاملة والمحاباة أو الوساطة بل الكفاءات لتكون ابتكاراتهم بممارسة عملية للرسالة الجامعية وتأتى بالجديد وتطور بالفعل الصناعة. هؤلاء الباحثون الشباب اتخذوا طريقهم نحو العلم والمعرفة عن طريق جامعتنا المصرية ولكن كان معظمهم من خريجى الجامعة الالمانية بالقاهرة من جميع التخصصات خاصة الهندسية والفنون التطبيقية تقدموا بمشروعات ابهرت الشركات الالمانية فتعاقدوا معهم ضمن باحثيهم فى تخصصات تحتاج اليها الصناعة هناك بل وأصبحوا منهم أعضاء فى نقابتهم وعقدت الجامعة الالمانية بالقاهرة اتفاقية مع نقابة المهندسين بالولاية لاعتبار هؤلاء الخريجين، وكذلك الدفعات الجديدة أعضاء بها يستطيعون ممارسة العمل والدراسة بالجامعات والشركات وجميعهم يعطون الأمل ويبعثون برسائل لكل الطلاب المصريين بأن الكفاح والعزيمة الباب الملكى للعبور إلى النجاح والمستقبل. كان أحد اللقاءات مع الباحث أكرم أمين جمال الدين عبد اللطيف الذى تخرج فى الجامعة الالمانية بالقاهرة عام 2010 من كلية الهندسة قسم الاتصالات وكان من أوائل الثانوية العامة والذى اختير من اسبوعين ليكون ضمن الفريق البحثى فى مجال المناخ الأرضى التابع لهيئة الفضاء الامريكية ناسا ليحلق فى الفضاء عام 2017 بعد استكماله التدريب فى ولاية فلوريدا وقال: حصلت على البكالوريوس من الجامعة الالمانية بعد أن أعدت مشروعى البحثى للتخرج لمدة 6 شهور بجامعة اولم وحصلت على الماجستير من جامعة شتوتجارت فى الاتصالات ثم من جامعة ميونيخ فى علوم الفضاء والآن يعمل على رسالة الدكتوراه والحصول على التدريب اللازم للفضاء. وهناك نماذج ناجحة أخرى منها عمرو جمال خريج الهندسة قسم ميكاترونكس والذى أعد مشروع تخرجه بشركة مرسيدس بنز باعداد موتور جديد بكل محتوياته ليواجه التكنولوجيا الحديثة والمتطلبات التسويقية. والباحث محمد حليم الذى تخرج فى قسم هندسة وعلوم المواد واعد الماجيستير فى تكنولوجيا الأسطح للماكينات والطائرات ويعمل على الدكتوراة. وعصام عبدالهادى فى هندسة الكمبيوتر وحصل على الماجيستير بعمل تطوير للريموت كنترول مع شركة فيليبس وتكنولوجيا السيارات فى شركة بوش وحاليا مع شركة اخرى تصنع الريموت كنترول. واسلام خلف من قسم الالكترونك ويعمل فى الفيزياء.. ومحمد سمير قسم الكترونيات وحصل على الدكتوراه فى المحولات الكهربائية وخفض 10% فى استهلاك الكهرباء بتكنولوجيا حديثة.. وداليا شادى ماجيستير ادارة اعمال فى تخفيض الانفاق بالموازنات والسياسات المالية. ومن هذه النماذج دون حصر غادة دسوقى ومينا أسعد ومحمد عوضين من خريجى هندسة وتكنولوجيا الإعلام. وخلال احتفالات نقابة المهندسين بولاية بادن فورتمبرج باليوبيل الفضى والذى أقيم بمدينة شتوتجارت وحضره نخبة من أهم السياسيين الألمان على رأسهم نائب رئيس الوزراء ووزير المالية والاقتصاد الألمانى نيلز شميدت والسفير ديتر هالر والعديد من أعضاء البرلمان ورئيس قسم الاقتصاد والتنمية بوزارة الخارجية، وكذلك العديد من الشخصيات الممثلة لكبرى المؤسسات والشركات الألمانية العالمية وممثلى الهيئات والجامعات البحثية التطبيقية بالمانيا تحدث رئيس نقابة المهندسين شتيفان انجلسمان لولاية بادن فورتمبرج وأشاد بالهندسة فى الولاية باعتبارها من أهم المدارس الهندسية فى أوروبا ودعا إلى الحفاظ على هذا المستوى المتقدم بتشجيع التلاميذ من صغرهم لدراسة الهندسة وتسليحهم بكل ما يلزم لتبقى الفنون الهندسية متقدمة فى الولاية. وأكد نيلز شميدت نائب رئيس الوزراء ووزير المالية لولاية بادن فورتمبرج أن الولاية تحتاج إلى كفاءات وكوادر مؤهلة وانه يحب فتح مجال التعاون مع الخارج لتبادل الكفاءات والكوادر المؤهلة خاصة مصرا مشيرا إلى أن الجامعة الالمانية بالقاهرة شريك استراتيجى فى هذا الشأن بخريجيها المتميزين والمؤهلين والذى يتيح التعاون مع ولاية بادن فورتمبرج مع مصر فى كثير من المجالات الصناعية الهندسية. وأشار الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية بالقاهرة إلى أن قصص النجاح لشباب الباحثين تأتى بسبب التعليم المتميز فى الجامعة الذى دوما يربط بين النظرية والتطبيق وذلك من خلال المشروعات البحثية العملية والتطبيقية التى يقوم بها الطلاب فى مرحلة ما قبل التخرج حيث يقوم الطلاب بالأبحاث العملية فى الحرم الجامعى الذى يتمتع بمعامل متقدمة ومتطورة لا توجد مثلها فى أى من الجامعات فى المنطقة أو حتى كل الجامعات فى المانيا. وتشارك الجامعة لأول مرة فى معرض هانوفر التكنولوجى ببحثين علميين، وكذلك ملتقى الصناعة الالمانى فنجد أن هناك تعاونا وثيقا بين الجامعة والصناعة الالمانية تهدف إلى زيادة استثمارات الشركات الالمانية فى مصر وفتح أسواق لها فى المنطقة. وقال انه تخرج فى الجامعة حتى الآن نحو 10 الاف من كليات الهندسة والصيدلة والإدارة والتصميم. ويدرس بها 11 الف طالب أكثر من نصفهم فى الكليات الهندسية. وتقدم الجامعة 71 برنامجا دراسيا معتمدا من هيئة اكوين الالمانية وحصلت أيضا على ختم الاعتماد من هيئة الاعتماد والجودة الالمانية. ويتعلم كل طلاب الجامعة اللغة الالمانية ويجيدونها على مستوى جيد مما يتيح لهم الفرصة لإتمام مشروع التخرج فى المانيا أو دراسة الماجستير والدكتوراة أو لقيامهم بتدريب عمل. وافتتحت الجامعة فرعا لها فى برلين لتشجيع التبادل الطلابى وليكون ملتقى علميا بين الأساتذة المصريين والالمان. وفى لقاء نظمته نقابة المهندسين ببادن فيرتمبرج مع ممثلى الصناعة والغرف التجارية بالولاية مع وفد الجامعة برئاسة الدكتور منصور تم مناقشة أوجه التعاون والتكامل فيما بينهم فى مجال تبادل الطاقات البشرية، وسبل تحقيق التوافق فيما بين البحث العلمى التطبيقى الذى تقوم به الجامعة ومتطلبات الصناعة وفتح سبل جديدة للاستثمار، وكذلك تنمية الاستثمارات الألمانية ودعم وتمثيل هذه الصناعات فى مصر والمنطقة فى إطار دور الجامعة بالقاهرة فى تطوير البحث العلمى والمساهمة بضخ المزيد من الاستثمارات العالمية بمصر. وأكد الوفد أن الجامعة تستطيع أن تمد الاسثمارات الالمانية فى مصر بما تحتاجه من كوادر مؤهلة وابتكارات ومنتج وكذلك تساهم بفتح الأسواق أمام المسثمرين وتقديم المشورة الفنية والمالية والقانونية حيث استقبلت الجامعة خلال شهر سبتمبر الماضى وفدا رفيع المستوى من ممثلى كبرى الشركات الألمانية والعالمية من أعضاء الغرفة العربية للتجارة والصناعة ببرلين لجلب المزيد من الاستثمارات لمصر وتم عقد لقاء بين ممثلى الشركات والهيئات الألمانية العاملة فى مجالات النقل والبناء والطاقة (كهرباء وطاقة نظيفة) والبترول والمياه والاستشارات مع نظرائهم من المصريين المهتمين بالتعاون فى مثل هذه المجالات.