بعد أن وقعت الدول الأوروبية على اتفاقية بولونيا 2010 والالتزام بكل ما جاء فيها أخذت كل دولة على عاتقها تعديل نظامها التعليمى وتطويره وفى نفس الوقت الحفاظ على خصوصيتها فى النقاط التى تتميز بها وفق احتياجات المجتمع وأهداف الدولة من التعليم. وعدلت ألمانيا على سبيل المثال من السلم التعليمى وأصبح 12 عاما لتقلص سنوات التعليم الثانوى من أربع إلى ثلاث سنوات بعدها يلتحق الطالب بالجامعة ويحصل على الماجستير فى عام دراسى ثم يحصل على درجة الدكتوراه ولم يهتز نظامها التعليمى بسبب عام الدفعة المزدوجة من الطلاب ولم تتوقف بل أدخلت اللغة الانجليزية فى برامجها وأصبح لديها طلاب يدرسون بلغة أخرى غير الألمانية ولم يحدث مشاكل لهويتهم وتمسكهم بلغتهم بل ودخلت فى نظام يسمح بتدويل التعليم وفقا للاتفاقية ويعطى الطالب الحق فى التنقل بين دول الاتحاد الاوربى للدراسة واستكمالها فى اى عام دراسي. ولم يتوقف التطوير والتحديث والتغيير خلال الأعوام الماضية وبعد توقيع الاتفاقية ودون خلل فى السلم التعليمى أو غيره وأصبحت المدارس ذكية تضم كل أنواع التكنولوجيا الحديثة التى تمكن الطالب من استيعاب قدرات ومهارات جديدة وتحول الفصل الدراسى إلى خلية علمية ويضم مقعد الطالب كل الاتصالات الحديثة من شاشة كمبيوتر وتوصيلات كهربائية ودوائر تقنية حيث امتلك العالم بالاتصال بالانترنت والمكتبات وهو جالس فى فصله والحق بالفصل معمل ثابت يستطيع إجراء تجاربه والابتكار والاستزادة بالمعرفة لذا أصبحت المدارس جاذبة وبدون أسوار أو عمالة للمراقبة للتلميذ أو المعلم وتم محو الأمية التكنولوجية . وتغير الحال أيضا داخل الجامعات وأصبحت تكنولوجية وتطبيقية تضم أكثر من 80% من خريجى المرحلة الثانوية والقليل من الطلاب يتوجه إلى التعليم النظرى بل وفتحت أبوابها أمام المتميزين من جميع دول العالم وليس الاتحاد الاوربى وارتبطت ارتباطا كبيرا مع الصناعة التى تمول 90% من الأبحاث العلمية وانتشرت المراكز البحثية داخل هذه الجامعات والتفت حولها بشكل مميز كبرى الشركات العالمية التى تجرى أبحاثها للتطوير والتحديث داخل هذه المراكز التى تضم علماء متميزين ومتفرغين لأبحاثهم للنهوض بدولتهم. وفى زيارة لجامعات شتوتجارت وأولم والمراكز البحثية فى ولاية بادن فورتمبرج كشفت الدكتورة الكسندرا أحمد مدير مشروع الشرق الأوسط بمؤسسة بادن فورتمبرج للتعاون الدولى فى مجال الأعمال والعلوم والبحث العلمى »بيت الاقتصاد« أن هذه الولاية تنفق 20 مليار يورو سنويا لتمويل البحث العلمى بها وتأتى فى المرتبة الأولى فى خريطة أوروبا فى الابتكار والصناعة تليها باريس ثم ولاية بافاريا الالمانية أيضا. وأضافت ، أنها تضم نموذجا فريدا غير موجود فى باقى الولاياتبألمانيا يتمثل فى إنشاء اتحاد المبتكرين الذى يضم 12 مؤسسة بحثية يتعاونون لتسهيل وصول البحث العلمى للشركات المتوسطة وأن الجهات البحثية فى الولاية تركز على 130 قضية بحثية لحل المشكلات المختلفة، وأن 11 عالما حاصلوا على جائزة نوبل من أبنائها ما زالوا أحياء يواصلون إجراء الابحاث العلمية ويبلغ عدد سكانها نحو 11 مليون نسمة من إجمالى 85 مليونا. وبالنسبة للتعاون مع مصر، أوضحت أن هناك عددا من المشروعات المشتركة مع الجامعات المصرية ومنها مشروع لمساعدة هيئة الاستثمار بمصر على تنمية الهيئة وتطوير آلية التسويق والتحكيم لحل مشاكل المستثمرين المصريين والأجانب ومشروع آخر لتنمية مهارات القيادات، واستقبال وفد علمى من مصر للتعاون فى مجال طاقة الرياح بالاضافة الى مشروعات مشتركة مع الجامعة الألمانية بالقاهرة. فيما كشفت باربرا هاوسن رئيس قسم العلوم والابحاث والفنون بالمؤسسة أن الولاية تضم أكثر من 80 جامعة حكومية وخاصة، وأضافت أن هناك تعاونا كبيرا فى التعليم بين مصر وألمانيا، خاصة مع جامعتى عين شمس والألمانية وأن عدد الطلاب الذين يدرسون بالجامعات فى الولاية 347 ألف طالب وطالبة من بينهم 13 % طلاب اجانب منهم 385 طالبا مصريا. وأضافت أن الجامعات البحثية يدرس بها 51.1 % من الطلاب وأن الجامعات التطبيقية البالغ عددها 21 جامعة يدرس بها 30 % من الطلاب بعدد 107 آلاف طالب، وأن جامعات التعليم المزدوج يدرس بها 10 %، و9 % فى جامعات الآداب والموسيقى والفنون والإدارة. وتضم الولاية أقدم جامعة فى ألمانيا وهى جامعة هايدلبرغ التى تأسست عام 1386 ميلادية. فيما أشار بينيامين بيشكه رئيس مجلس إدارة وكالةHAWب زت إلى أن الجامعات التطبيقية حكومية وتتنوع فى اتجاهاتها وأعداد طلابها بين 800 و8 آلاف طالب، وأنه يدرس بها 107 آلاف طالب ويكون بها تدريب عملى فى مرحلة ما قبل التخرج وقال انه زاد الاهتمام فى الولاية بالبحث العلمى الذى تضاعفت ميزانيته خلال ال 5 سنوات الماضية، والمجالات التى يتم فيها البحث العلمى لها ارتباط وثيق بالمنتج للشركات«. وأشار ستيفن كوفمان عضو البرلمان الألماني ونائب رئيس هيئة التعليم، إلى أن هناك دائما حرصا على دعم التعامل بين ألمانيا مصر خاصة فى مجال العلم والبحث العلمي. وفى هذا السياق فقد تحدث عن عدد من الموضوعات التى تناولها مع محافظ القاهرة مثل الحوكمة ومشاكل القمامة والمرور، كما اشار الى زيارة عمدة مدينة شتوتجارت للقاهرة نهاية شهر اكتوبر لمناقشة هذه المشكلات واستعدادهم لتقديم كل الدعم الفني. ومن جانبه قال الدكتور أشرف منصور رئيس مجلس أمناء الجامعة الألمانية ان الجامعة قدمت مبادرة لإعداد وتأهيل العاملين فى مجالات رفع القمامة، وقدمتها للجهات المختصة، وأنها على استعداد لتقديم أى دعم فنى والتعاون من اجل تطوير العمل فى كافة المجالات. واشار الدكتور كارل يوأخم ايبلنج رئيس جامعة أولم- خلال الزيارة- الى أن الجامعة بها مدينة علوم يُمثل بها كبرى المؤسسات الصناعية الرائدة فى صناعة السيارات، و وفى مجالات التكنولوجيا وغيرهم من كبريات الشركات الصناعية بهدف وحدة البحث العلمى والتطبيق العملى حيث أن البحث العلمى بالغ التكلفة لذا يجب العمل على الاستثمار من جانب الصناعة لتحقيق أقصى استفادة لحل مشكلاتها مما يوثق الصلة بين الدراسة والبحث العلمى بالولاية، فأوجب ضرورة وجود استراتيجية للبحث العلمى من خلال وضع خطط وتحديد أولويات لموضوعات ومجالات الدراسة والبحث التى تخدم المنطقة وايجاد مؤسسات شريكة للمساهمة فى البحث العلمى وجلب علماء متميزين فى مختلف المجالات و خلق مصادر تمويل من الشركات الصناعية لتحقيق الاهداف المرجوة. وفى السياق نفسه قال راينر فولى رئيس نقابة المهندسين بولاية بادن فورتمبرج انه شرف كبير للولاية وللنقابة تحقيق تعاون مثمر مع مصر مهد الحضارة والانسانية عامة، والجامعة الالمانية باتفاقية تهدف الى الشراكة المتبادلة ما بين الطرفين فى المجالات التعليمية والوظيفية لايجاد فرص عمل للخريجين بالولاية نظرا لوجود نقص فى المتخصصين بالمجال الهندسى بها وتصميم برنامج دراسى عملى تطبيقى لطلاب كلية الهندسة بالجامعة بتخصصاتها وبرامجها الدراسية المختلفة ومركزها فى مدينة أولم من خلال تنظيم المحاضرات وتبادل الخبراء وهى سابقة تعد الاولى من نوعها للطرفين وتفتح آفاقاً واسعة لخريجى كلية الهندسة من الجامعة حيث ان وجود خريجين مصريين يعملون فى المانيا إضافة كبرى لمصر والمانيا. وافتتح معرض طلبة كلية العمارة فى مدينة شتوتجارت بمقر اتحاد المعماريين الالمان بولاية بادن فورتمبرج تضمن المعرض عرضا لعدد من مشروعات طلبة الكلية من مختلف الفصول الدراسية والخريجين، وقال السيد شورمان رئيس اتحاد المعماريين بالولاية انه فخور بالنجاح الذى حققته كلية العمارة وانه بنفسه قد حضر اختبارات تقييم مشروعات تخرج الطلاب واشاد بمستواهم العالى والمتميز.