تم عرض فيلم عنتر و لبلب لأوَّل مرة فى أبريل عام 1952 حيث تدور أحداث الفيلم في حارة مصرية, تكفي لافتات متاجرها لإدراك أنها تمثل مصر كلها, فهناك عصير قصب الجلاء, وجزارة القنال, وعجلاتي الوحدة, وبقالة السلام , يفد عليها ذات يوم شخص غريب ليس من سكانها, وهو شخص قوي مفتول العضلات, مدجج بالسلاح والأتباع هو شمشون. وكان يقوم بالدور الممثل الراحل سراج منير, فينزع قطعة من أرضها ليقيم عليها كازينو ومطعما وملهي ليلي, ينافس متاجرها, ويفسد أخلاق أهلها, مما يعرضه من رقص خليع, فيحط الفساد عليها إلي أن يتزعم لبلب, صاحب مطعم الحرية المقاومة, علي الرغم من فقره وضعفه وهزاله, فيتصدي لشمشمون ويدخل معه في منافسة علي الهبوط بأسعار المأكولات, لا يصمد فيها بسبب ضعف موارده المالية, لكنها تنتهي بمواجهة علنية بين الاثنين, يتحدي فيها لبلب عدوه شمشون ويراهنه علي أنه في استطاعته أن يصفعه سبع صفعات علي امتداد أسبوع, بواقع صفعة كل يوم, فإذا فعل, حقق شمشون مطلب الحارة, وهو الجلاء بلا قيد ولا شرط فإذا فاتته صفعة واحدة يغادر لبلب الحارة ويتركها لشمشون الدخيل بلا قيد ولا شرط. وتتوالى الاحداث و ينجح لبلب فى هزيمة شمشون الذى يلجأ إلي المناورة, ويطالب بفتح باب المفاوضات, لكن أهل الحارة يدركون أنه يريد تمييع الموقف ليكسب الرهان, فيعلن لبلب أنه لا مفاوضة إلا بعد العزال- أي الجلاء- ويواصل المواجهة وينجح في شق جبهة شمشون الغريب ان الفيلم تم سحبه من العرض لاسباب ظن البعض انها سياسية , ثم تم اعادة عرضه للمرة الثانية بعد ثورة يوليو 52 , و لكن لاحظ المتابعون للفيلم أنه تعرض لعملية مونتاج لشريط الصوت, شملت معظمه, لحذف اسم شمشون, كلما ورد علي لسان إحدي الشخصيات واستبداله باسم عنتر بصوت يختلف, في نبراته وطبقته ودرجة تطابقه مع حركة الشفاه عن أصوات الممثلين الذين يرد علي ألسنتهم, ومن بينهم أصحاب أصوات مميزة مثل عبدالوارث عسر, وشكوكو, وهور ما أثار شكوكا في أن سبب سحب الفيلم من دور العرض لم يكن يتعلق بتناوله للصراع الوطني في مصر , لكنها كانت تتعلق كذلك بإطلاق اسم شمشون, وهو أحد أنبياء بني إسرائيل, علي بطل الفيلم, وتصويره في صورة الرجل الشرير الذي يغتصب أرض غيره, ويفسد حياة أصحاب الأرض الأصليين, وهو ما يعني أن الفيلم- باسمه الأصلي- كان يحاول أن يربط بين القضية الوطنية المصرية والقضية الوطنية الفلسطينية , حيث اشيع وقتها اعتراض حاخام اليهود حاييم ناحوم أفندي علي استخدام اسم أحد أنبياء بني إسرائيل علي شخصية شريرة. لمزيد من مقالات وسام أبوالعطا