عاتية هي عواصف الغدر.. تقصف عمر الابرياء دون ذنب ... فالاحداث المؤلمة تمر مسرعة تتداخل وتتشابك كسحاب في فصل الشتاء .. جريمة قتل تفوح منها رائحة الغدر والخيانة وغياب الرحمة وموت الضمير .. جريمة قتل طفلة تم اغتيال احلامها وامالها وبيد غادرة ازهقت روحها، ولتنفرط عقود الامان في ابيار الألم والوحدة كان اليوم البعيد في متاهات عمر الأسرة الكبيرة وهلت نسائم احزانه من بعيد محملة بقسوة المجهول وحصدت روح طفلة بريئة، ولم يتبق منها سوي ذكرى أليمة. الحادث اليم وأقسى من أن يوصف، لكنه القدر، فكان الصمت في عيون هذه الطفلة البريئة يشدو بالحلم الجميل، وكانت تفوح منها رائحة البراءة وعطر الطفولة وكانت امانيها بحجم السماء والأرض وطعم الفرحة، حتي جاءت اللحظة التي لا لحظة بعدها، وفيها قتلت شهد علي يد "الدكش". الحكاية بدأت اثناء عودة عبدالسميع السعيد وزوجته ومعهما ابنتهما شهد 9 سنوات الي منزلهم بعد زيارة أحد اقاربهم، وبعد أن شعروا بتخطي الساعة العاشرة مساء قرروا العودة الي منزلهم، وفي اثناء عودتهم كانت قوات الأمن بالقليوبية تطارد بعض العناصر الاجرامية لتصفية بؤرة منهم يتزعمها مسجل خطر اسمه محمد حافظ وشهرته "الدكش" في منطقة زاوية النجار مركز قليوب ، وتصادف مرور البريئه شهد مع اسرتها اثناء عملية المطاردة بين الشرطة والدكش، فأصيبت بطلق ناري بالصدر لفظت علي أثره انفاسها الأخيرة علي يد والدها والرجل غير مصدق لما يحدث حوله، فجأة وبدون مقدمات وجد ابنته جثة بين يديه دون اي ذنب اقترفته، اخذها وذهب مسرعا الي المستشفي يحاول أن يكذب نفسه بأن ابنته مازالت علي قيد الحياة ويمكن اسعافها لكن عندما وصل الي المستشفي كانت الصدمة الكبري عندما اخبره الاطباء بوفاة ابنته، لتنتابه حالة من الدهشة المصحوبة بالحزن غير مصدق نفسه ويقول يبدو أنني اعيش في كابوس ولا يزال لديه امل ان يستيقظ منه ليجد صغيرته بين احضانه وان غاشية الحزن التي احاطته سوف تصبح سرابا عندما تعود اليه صغيرته لكن في النهاية تأكد أنها الحقيقة وان ابنته راحت ضحية الغدر من مسجل خطر دون ذنب. انحشرت الكلمات داخل حلق الام الثكلي بعدما تواري جسد طفلتها الوحيده الثري وانطفأ قنديل المنزل وخلي من اصوات ضحكات ومداعبات الطفله شهد فقد كانت النور الذي يضييء الطريق لوالديها في الدروب حالكه السواد وكانت الضحكه الشفافه والقلب البريء واعلن المنزل حداده بعد ان اتشحت جدرانه بالسواد وكانها تبكي رحيل من كانت تهز حوائطه بضحكاتها الجميله بقلب ينزف دما وبشفاه ترتعد من هول المصيبه قالت الام المكلومة: لم اصدق انني سوف اتمدد وحيده في فراشي دون صغيرتي فقد كنت استدفيء بانفاسها الطاهره في ليالي الشتاء القارس وانعم بنسائمها في ليالي الحر الزمهرير وكانت مداعباتها وكلماتها الرقيقه تذهب عني همومي ولو كانت اثقل من الجبال الراسيات 00كنت اشعر دائما انها ابنه موت فمنذ نعومه اظافرها وهي رقيقه لم تتملكها شقاوة الصغار فقد كانت هادئه الطباع وكانت ترق لحالي وتساعدني في اعمال المنزل رغم صغر عمرها بالاضافة الي انها كانت تلبي كل طلبات ابيها بمجرد ان ينظر اليها علاوه علي تفوقها في المدرسه فكانت تحصل علي الدرجات النهائيه في كل الامتحانات ومعلميها كانوا يحبونها ويثنون علي نظافتها واخلاقها .. وشردت الام قليلا وكان شريط من الذكريات مرة امامها وقالت لعنه الله علي البلطجيه الذين اقتلعوا ابنتي من جذورها واطاحوا باحلامها فقد كانت تتمني ان تصبح طبيبه لتعالج اهل القريه من الفقراء الا ان هولاء القتله ازهقوا روح صغيرتي وتاهت الاحلام لاستيقظ علي الواقع المرير بانها ذهبت بلا رجعة وانطفأ قنديل حياتي بعدها قام أهالي زاوية النجار بتشييع جثمان الطفلة شهد عقب تصريح النيابة وسط مطالبة الأهالي الشرطة بسرعة التخلص من البؤر الإجرامية لتجارة وترويج المخدرات بالقرية والقري المجاورة لها التي ذهبت شهد ضحية لغدرها وتلطخت ملابسها برصاص البلطجة. وكان اللواء سعيد شلبي مدير أمن القليوبية قد تلقي بلاغا بمقتل شهد عبدالسميع من زواية النجار بمركز قليوب، وعلي الفور كلف اللواء عرفة حمزة مدير المباحث بسرعة تشكيل حملة أمنية مكبرة للقضاء علي هذه البؤرة الاجرامية.