البخيل ليس بخيل المال فقط.. ولكن اسوأ البخلاء هو بخيل المشاعر.. وقد يري البعض ان البخل عادة يكتسبها الإنسان في اسلوب تربيته وحياته.. ولكن البعض يراها سلوكا فطريا.. هناك طفل اناني بطبعه انه يحاول دائما ان يحصل علي كل شيء لنفسه ويعيش عمره عبدا لأنانيته إنه لا يري الآخرين ولا يشعر بهم ويتصور ان كل شئ قد خلق له وحده.. والغريب ان هذا الإحساس يمكن ان تراه فقط في طفل وحيد.. ولكن كثيرا ماتراه بين الأبن وأخوته.. إنه يحتكر كل شيء ولا يتصور ان يشاركه احد منهم اشياءه.. وهذا النموذج إذا لم يجد من يحد من سطوة ذاته وعشقه لنفسه يتحول إلي إنسان اناني ويصبح البخل اهم صفاته والبخل هو الابن الشرعي للأنانية.. وهناك رجل بخيل في مشاعره ان كل الاشياء يجب ان تدور فقط حول رغباته لأنه يري وجهه في كل شيء حوله.. وما يحدث في دنيا الرجال يحدث ايضا في عالم النساء هناك امرأة تتعبد في محراب ذاتها.. انها اجمل الجميلات فلا تري جمالا خارج ملامحها.. وهذه المرأه تشعر دائما بالتعاسة لأنها تشعر بالغربة فقد فرضت علي نفسها سياجا من الوحدة.. لقد صنعت لنفسها سجنا وقررت ان تعيش بين جدرانه.. تصغر كل الاشياء حولها حتي تري الكون كل الكون من وراء القضبان.. ولا يوجد علاج للبخل لان الرجل البخيل لم يتعلم ان يعطي شيئا ابتداء بماله وانتهاء بمشاعره.. وكذلك المرأه البخيلة انها تطلب من الجميع حبا وحنانا وترفض ان تقدم لهم شيئا لأنها تشعر انها صاحبة الحق في الحب.. وليس للآخرين حقوق لديها.. وقد يتسامح الإنسان في عيوب كثيرة ويتغاضي عنها هناك رجل عصبي وامرأة محدودة الذكاء وإذا كان من الممكن ان تتعامل مع العصبية والذكاء المحدود فإن البخل يقلب موازين الحياة حين تشعر انك تعطي طوال الوقت ولا تأخذ شيئا انه فقر في المال.. وفقر في المشاعر. [email protected] المزيد من أعمدة فاروق جويدة