بعد اتهامه لواشنطن بأنها قدمت لطهران هدية في محادثات اسطنبول تمكنها من استكمال برنامجها النووي المثير للجدل, كشف مسئول أمريكي رفيع المستوي عن أن بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي كان مطلعا بشكل كامل علي جدول أعمال محادثات اسطنبول حول الملف النووي الإيراني قبل وبعد اجرائها وعلي الاستراتيجية التي أقرتها مجموعة5+1, رغم انتقاده لفحوي نتائج المحادثات. ونقلت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عن المسئول الأمريكي الذي رفض الكشف عن هويته قوله إن محادثات عديدة جرت مع إسرائيل قبل أسابيع من عقد مؤتمر اسطنبول سواء بصورة مباشرة أو عبر الهاتف بشأن تنسيق نهج هذه المحادثات, وإن مدير الوفد الأمريكي في المحادثات ويندي شيرمان أطلع السفير الإسرائيلي لدي الولاياتالمتحدة مايكل أورين عبر الهاتف وعقب انتهاء المحادثات بالنتيجة النهائية. وأكد المسئول أنه خلال المحادثات الأمريكية مع السفير الإسرائيلي, أوضحت واشنطن عزمها علي إجراء المفاوضات بشكل جدي وعدم انحرافها بعيدا عن الإطار والوقت المحدد لها, لأن المحادثات لن تكون مضيعة للوقت. وأضافت الصحيفة أن مسئولين من مكتب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي وأخرين من مكتب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أطلعوا مسئولين في مكتب نيتانياهو بخطط المفاوضات مع إيران وذلك قبل وبعد إجرائها. إلا أن المسئول الأمريكي قال إن الولاياتالمتحدة تدرك رغبة ومطلب نيتانياهو بأن يتخذ المجتمع الدولي موقفا أكثر حدة في أقرب وقت ممكن ضد طهران لكنها لا تقبل انتقاده للمحادثات بأنها هدية كبيرة, مشيرا إلي أن مجموعة الدول الست من بينها روسيا والصين اتخذت موقفا صارما وموحدا بأنه يتعين علي إيران اتخاذ خطوات أولية لبناء الثقة وإثبات جديتها في هذه المفاوضات. وقد انتقد رئيس الحكومة الإسرائيلية بشدة, المحادثات حول برنامج إيران النووي التي جرت في تركيا, مشيرا إلي أن إيران تلقت هدية كبيرة بإجراء هذه المحادثات غير أن الاتفاق حول إجراء جولة أخري من المباحثات بين إيران ومجموعة الدول الست بعد خمسة أسابيع في العاصمة العراقية بغداد سيمنح طهران المزيد من الوقت لتخصيب اليورانيوم بدون حدود. وفي تكرار لتحذيرات الرئيس الأمريكي باراك أوباما التي أطلقها بعد انتهاء محادثات اسطنبول, حذر السفير الأمريكي لدي إسرائيل دانيال شابيرو إيران من أن النافذة الدبلوماسية علي وشك الإغلاق. ونقلت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية عن شابيرو تأكيده الاستراتيجية الامريكية في تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي مع إسرائيل, موضحا أهمية التمويل الأمريكي لنظام القبة الحديدية نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي المحمول. وأكد أن الحكومة الأمريكية تعتزم مطالبة الكونجرس بمنح تمويل إضافي لهذه الأنظمة. في السياق ذاته, تطرق شابيرو إلي الوضع في إيران قائلا إنه علي الرغم من أن الولاياتالمتحدة تفضل الحلول الدبلوماسية بشأن البرنامج النووي الإيراني, إلا أن كل الخيارات مطروحة علي الطاولة. وأكد أن تسليح طهران نوويا لا يشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل فقط, وإنما يشكل أيضا تهديدا خطيرا لأمن الولاياتالمتحدة ولحلفائنا ولقواتنا في المنطقة وجميع أنحاء العالم. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير لها أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتبر أن عباسي هو الشخصية الرئيسية في البرنامج النووي الإيراني كما أنه يتصدر القوائم السوداء لمجلس الأمن الدولي والعقوبات الدولية المفروضة علي إيران. وعلي صعيد العقوبات الغربية ضد طهران, دعا هاري ريد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ الأمريكي الكونجرس إلي إقرار مجموعة مقترحة من العقوبات الجديدة المتصلة بالبترول والقطاع المصرفي لمواصلة الضغط علي إيران. وقال ريد إن كلما مر يوم لا تشعر فيه إيران بالمزيد من رقابتنا, فهذا في اعتقادي سييء للعالم ومفيد لإيران. ويجب ان نمضي قدما في هذا في أسرع وقت ممكن. وفي سياق متصل, اعترفت شركات غربية تعمل في قطاعي البترول والغاز الإيراني أن أعمالهم تمر بأوقات صعبة بسبب العقوبات الغربية, بالرغم من حديث طهران عن طموحاتها في القطاع خلال المؤتمر الدولي الذي تعقده حول مستقبل البترول والغاز والتكرير وصناعة البتروكيماويات.