في ظل التصعيد الإيراني للمواجهة مع الغرب واشتعال التهديدات المتبادلة وتضارب ردود الفعل العالمية إزاء تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يدين برنامج طهران النووي حذرت مصادر بريطانية مطلعة من أن توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية أصبح وشيكا للغاية وأكثر قربا من أي وقت مضي. ونقلت صحيفة دايلي ميل البريطانية عن المصادر نفسها توقعها أن تتضامن القوات الإسرائيلية والأمريكية لقصف طهران خلال الشهر المقبل وتحديدا بحلول عيد الميلاد المجيد, أي قبل أيام من بداية العام الجديد. وأشارت الصحيفة إلي أن وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج أكد أن تقرير الوكالة الدولية يحمل إدانة بالغة لطهران, ويدحض أي ادعاءات إيرانية بالبراءة. يأتي ذلك في الوقت الذي حذر فيه المرشد الأعلي للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي من أن إيران سترد بكل قوة علي أي اعتداء أو حتي تهديد بعمل عسكري ضدها. وأكد- في كلمة أمام طلبة جامعة طهران- أنه لابد يعلم أعداءنا من أمثال الولاياتالمتحدة وأتباعها والنظام الصهيوني أنه ليس من عادة طهران غزو أي دولة, لكنها سترد بقوة وعنف علي أي محاولة لتهديد أمنها أو الاعتداء علي أرضيها وستقضي علي المعتدين تماما. وفي الوقت الذي اعتبرت فيه وزارة الخارجية الأمريكية تقرير الوكالة مثيرا للقلق, حذر مسئولون أمريكيون من أن فرض المزيد من العقوبات علي إيران قد ينعكس بشكل سلبي علي الأوضاع الاقتصادية العالمية, وخاصة سوق الطاقة, نظرا إلي احتمال لجوء طهران إلي إغلاق مضيق هرمز أمام سفن البترول. كما عبر عدد من كبار المسئولين الأمريكيين عن قلقهم من أن تتعامل طهران مع أي عقوبات جديدة علي أنها إعلان حرب, مما قد يستفز العناصر المتطرفة في طهران التي قد تطلق بدورها موجة من العمليات الإرهابية في الولاياتالمتحدة والغرب. وفي الوقت ذاته, أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو أن تقرير الوكالة الدولية يأتي كتأكيد لشكوك إسرائيل حول البرنامج النووي الإيراني, وطالب المجتمع الدولي بوقف سباق إيران نحو التسلح النووي. وذلك في أول رد فعل إسرائيلي رسمي علي التقرير. وفي تعقيبه علي التهديدات الإيرانية بالرد بعنف علي أي اعتداء إسرائيلي, هاجم وزير الدفاع إيهود باراك, كل من يحذر من ضربة عسكرية إسرائيلية ضد إيران, وأكد أن هذه ديماجوجيا, الهدف منها تخويف المجتمع في إسرائيل. يأتي ذلك في الوقت الذي يصل فيه مسئولان بارزان في الإدارة الأمريكية إلي إسرائيل الأسبوع القادم لمناقشة فرض المزيد من العقوبات علي طهران.وأشارت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية إلي ان المباحثات ستتركز حول الخطة الأمريكية لتجنيد الاتحاد الأوروبي ودول أخري لمقاطعة البنك المركزي الإيراني, بالإضافة إلي سلسلة عقوبات أخري. ومن جهة اخري, اشارت مصادر إسرائيلية إلي أنه في ظل معارضة روسيا والصين, فإنه لا يوجد احتمال بأن يتبني مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فرض عقوبات جديدة ضد إيران. ونقلت الصحيفة عن مسئولين إسرائيليين تأكيدهم أن أحد المسئولين الأمريكيين هو نائب وزير المالية لشئون الاستخبارات والإرهاب ديفيد كوهين, ويعتبر أرفع مسئول أمريكي يعمل علي الدفع بفرض عقوبات اقتصادية دولية علي إيران. ومن المقرر أن يجتمع المسئولان الأمريكيان مع كبار المسئولين في مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزارة الخارجية ووزارة الجيش الاسرائيلي وشعبة الاستخبارات في الجيش و الموساد بشكل منفرد. وتشير الصحيفة إلي أن الخطة الأمريكية المرتقبة تتضمن وضع البنك المركزي لإيران ضمن القائمة السوداء للمؤسسات المالية المحظور التعامل معها, وذلك بهدف توجيه ضربة قاسية للاقتصاد الإيراني. وقالت هاآرتس أن كوهين سيتوجه من إسرائيل إلي الإمارات لإجراء محادثات مماثلة, ويذكر في هذا السياق أن كوهين قد أجري جولة محادثات قبل أسبوع في روما وباريس ولندن وبرلين, ناقش خلالها فرض رزمة عقوبات جديدة علي إيران. وفي بكين, أكدت وزارة الخارجية الصينية إن العقوبات لا يمكن أن تقدم حلا جوهريا للمسألة النووية الإيرانية. وذلك بعد أن دعا قادة غربيون إلي توسيع نطاق العقوبات عقب التقرير الذي يتهم طهران بالعمل فيما يبدو علي تصميم قنابل نووية. وحذرت من وقوع اضطرابات في الشرق الأوسط اذا تم اتخاذ إجراء بشأن برنامج ايران النووي لكنه أحجم عن التعقيب علي احتمال فرض عقوبات جديدة بعد تقرير الأممالمتحدة. في حين أشارت روسيا التي تتمتع بحق النقض( الفيتو) في مجلس الأمن الدولي الي أنها ستعرقل اي إجراء جديد في مجلس الأمن. وفي فيينا, أكد مندوب إيران بالوكالة الدولية للطاقة الذرية علي أصغر سلطانية استعداد طهران للحوار بشأن برنامجها النووي. وقال الدبلوماسي الأيراني اننا مستعدون دائما لبدء مفاوضات ايجابية ومثمرةعلي أساس الأحترام المتبادل.