رغم ان الجدل مازال قائماً حول أشكال ومسميات الزواج الجديدة التي تجتاح مجتمعنا مثل المسيار، السياحي, الوناسة, الفريند, الويك اند, الا انة قد ظهرت انماط اخري ومنها الزواج الصيفي والزواج النهاري. هذا ولقد تضاربت اراء الفقهاء وعلماء الدين في هذا الشأن فالبعض يري ان الأمر صريح وواضح في ان للزواج أركان ومنها الأشهار والعلانية وايضا عدم الأرتباط بمدة زمنية محددة فأن صحت شروطه فهو صحيح أما إذا فقد ركنا أو شرطا، فقد صار باطلا أو فاسدا والبعض الأخر يجيز تلك الزيجات بشكل او بأخر. الحقيقة أن العلاقة بين الرجل والمرأة معقدة، وتزداد تعقيدا مع تقدم العوامل التكنولوجية والحضارية المعاصرة، الأمر الذي يفسر أسباب عدم استقرار تلك العلاقات، وانتشار ظواهر مثل الطلاق، والأنواع الحديثة من الزواج التي هي مجرد وسيلة للتنفيس الجنسي تحت ستار شرعي في حين ان تلك الأنماط المستحدثة للزواج لا تعتبر زواجا بالمعني المتعارف علية والذي يهدف الي الأستمرار والأستقرار وبناء العائلة التي هي الوحدة الأساسية في المجتمع. البعض يتهم الظروف الاجتماعية بأنها أجبرت المرأة على التنازل عن حقوقها مقابل الزواج. والبعض أجازوا تنازل المرأة عن بعض حقوقها برغبتها ورضاها دون أن يمس ذلك صحة الزواج نفسه, بينما فريق ثان يتهم بعض الشباب بمحاولة استغلال المرأة، بإصراره على زواج "المسيار" الذي لا يكلفه مبيتا ولا نفقة، وآخرون يتهمون المرأة نفسها بأنها وراء أسباب ضياع حقوقها، بقبولها التنازل عنها. هذا ولقد اشار بعض الفقهاء الي ان النكاح ينقسم إلى خمس حالات: الأولى أن يكون "واجبا"، والثانية "مسنونا"، والثالثة "محرما"، إذا خدع الرجل المرأة بعيوبه وأخفاها، والرابعة أن يكون "مكروها"، والخامسة "مباحا"، وضرب العلماء لكل حالة مثالا. ولقد ضرب العلماء مثالا للزواج المباح بزواج "الونس"، وهو أن تقدم المرأة على التزوج بهذا الشخص لمجرد التأنيس والخدمة فقط، وتوافق على أنها لا تطالب بالناحية الجنسية، وهذا مباح عند أهل العلم. كما اكد بعضهم أن "زواج المسيار" ذكره أهل العلم في القديم، ويسمونه "زواج النهاريات" وهو مباح لأنه مكتمل الشروط والأركان، حيث تُسقط المرأة حقها في المبيت، وقد يكون المبيت والنفقة، ومن ثم لا يكون على الزوج مبيت أو نفقة، ويأتي متى شاء في اليوم، أو في الليلة، أو الأسبوع، أو ما يتفقان عليه. هذا ولقد أكدت دراسة فرنسية حديثة صادرة من جامعة السوربون أن مصر تتصدر قائمة الدول العربية التي ينتشر فيها ما يعرف بالزواج السياحي، فقد بلغ عدد حالات الزواج السياحي في العام 2007 أربعين ألف حالة،. كما أكدت العديد من الدراسات التي أجريت في كثير من الدول العربية عن هذه الظاهرة الخطيرة أن الشباب والفتيات الذين يقبلون على هذا النوع من الزواج يكونون غالباً من صغار السن، حيث يتفاوت عمر الزواج السياحي الذي يجب أن تراعى فيه سلامة العقد والمهر وموافقة ولي الأمر بين الأسبوعين اوالشهرين .ورغم اختلاف الآراء حول صحة هذا النوع من الزواج من الناحية الشرعية، في ظل نية الزوجين الطلاق بعد انقضاء فترة إجازة الصيف أو مدة الغياب خارج البلاد، فإن البعض خاصة كثيري السفر مثل رجال الأعمال يرون أنه وسيلة مناسبة تقيهم الانحراف في الخارج أمام مغريات كثيرة قد تقابلهم خارج الوطن. كل هذا يحدث في حين ان احد اهم اركان الزواج "الأشهار والعلانية" كما أن الأصل في الزواج هو الاستمرار و بما أن الشريعة الإسلامية تدعو إلى الجمع بين الزوجين واستقرارهما، فإنها تزجر الرجل وتردعه من تطليق زوجته كما أن المرأة ليست متاعاً ولكننا اصبحنا نخترع مسميات واشكال كثيرة للزواج تحت ستار شرعي رغم ان الكارثة واحدة, فتلك الأنماط من الزواج سواء كانت زواج عرفي او سياحي او صيفي او نهاري ما هي الا اشكال للأرتباط بلا شك سرية وغير معلنة وبالتالي فهي تقوم علي اسس غير سليمة. في حين ان الزواج له أهداف كثيرة في الإسلام و مقاصد شريفة ومنها الحفاظ على الدين والنفس والعقل والعرض والمال والحفاظ على النسل والنسب و الإعفاف للزوجين عن الحرام . وننهي حديثنا بأن الزواج في الإسلام عقد متين وميثاق غليظ ، يقوم على نية العشرة المؤبدة من الطرفين لتتحقق ثمرته النفسية التي ذكرها القرآن من السكن النفسي والمودة والرحمة وغايته النوعية العمرانية من استمرار التناسل وامتداد بقاء النوع الإنساني فقال تعالي في سورة النحل" : وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَابالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ".