صدق الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر عندما وصف صورة الطفل السورى «إيلان كردي» وهو ملقى على وجهه بأنها ستظل وصمة عار فى جبين الإنسانية فمنذ 5 سنوات والأزمة السورية مشتعلة وتزداد ضراوة، ويدفع ثمنها الشعب السورى وحده، بعد أن وصل عدد اللاجئين السوريين خارج بلدهم إلى نحو 4 ملايين لاجئ فى دول الجوار بخلاف أضعاف ذلك من النازحين داخل سوريا، دون وجود أى بارقة أمل فى إنهاء الأزمة خلال وقت قريب وعودة هؤلاء إلى منازلهم، لتستمر أكبر مأساة إنسانية فى التاريخ الحديث. إن المأساة السورية لم تقتصر فقط على اللاجئين، وإنما تعدت ذلك إلى مصرع نحو 300 ألف شخص حتى الآن، فيما يعيش أربعة سوريين من أصل خمسة تحت خط الفقر والحرمان، وتجاوزت نسبة العاطلين عن العمل 50% وانخفض معدل الحياة إلى 20 عاما، وفقدت سوريا عقودا من التنمية لقد سبق أن أعلن بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة أنه يشعر بالعار والسخط والغضب إزاء فشل المجتمع الدولى فى إنهاء الأزمة السورية، لكن هذا التصريح لم يغير شيئا على الأرض، فالمجتمع الدولى لم يفشل فقط فى إنهاء الأزمة ولكن ترك أيضا بعض القوى الاقليمية والدولية تزيدها اشتعالا بتقديم السلاح والدعم لمختلف الأطراف، وكانت النتيجة انتهاز الجماعات التكفيرية والإرهابية الفرصة للاستيلاء على الأرض السورية واستخدامها منطلقا لعملياتها الإرهابية فى المنطقة، حتى تمكن تنظيم «داعش» الإرهابى من السيطرة على ما يقرب من نصف مساحة سوريا وقد تأكد للجميع الآن أنه لا يوجد أى طرف فى الأزمة السورية قادر على حسم الأمر لمصلحته عسكريا، وأنه لا بديل عن الحل السياسى للأزمة بشكل يحافظ على وحدة الشعب والأرض والدولة، ويدعم بناء المؤسسات المهمة وعلى رأسها الجيش العربى السوري، ليتمكن من مواجهة الجماعات الإرهابية والقضاء عليها. أما النظام السياسى الذى يجب أن يحكم سوريا، فهو أمر يختاره الشعب السورى وحده بدون أى ضغوط خارجية، ولذا لابد من تحرك فاعل لكل الدول والمنظمات العربية والاقليمية والدولية وتعاون جاد لسرعة الوصول إلى حل سياسى للأزمة السورية، عسى أن يتخلص العالم من وصمة العار الموجودة على جبينه. لمزيد من مقالات رأى الاهرام