شدد أحمد بن محمد الجروان رئيس البرلمان العربى على ضرورة أن تسعى فصائل وقوى المعارضة السورية الى توظيف النتائج الإيجابية التى أسفر عنها مؤتمرها الأخير بالقاهرة، والتى تمثلت فى إصدار وثيقيتين مهمتين إحداهما تتعلق بخارطة طريق الحل السياسى والثانية ميثاق العمل الوطنى، وكلاهما يحمل رؤى ومقاربات مهمة لتوحيد رؤيتها باتجاه مستقبل سوريا ومقومات الحل السياسى التى من شأنها أن تضع قوى المعارضة فى موقف الممثل القوى للشعب السورى. جاء ذلك فى تصريحات لمندوب "الأهرام" عشية انطلاق الجلسة السادسة والختامية من دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعى الأول للعام الجارى غدا بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية. وقال: إن البرلمان العربى يعول كثيرا على فعالية الدور المصرى فى المساهمة فى بلورة ورعاية حلول سياسية للأزمة السورية وهو ما باتت تقتنع به كل الأطراف مطالبا المعارضة بالاستفادة مما تقدمه مصر من دعم لها ولتطلعات الشعب السورى المشروعة فى التغيير والديمقراطية والذى تجسد بشكل واضح فى مؤتمرها الأخير بالقاهرة من خلال التوافق على الخطوط الرئيسية المؤدية الى بناء سوريا الجديدة وتشكيل كتلة قوية للوصول الى حكومة انتقالية للتمهيد لبناء نظام سياسى جديد بدون بشار الأسد أو أى رموز نظامه.. محذرا فى حالة استمرار الصراع الدموى الراهن من أن تتحول سوريا الى صومال أخرى ودولة بدون أى مؤسسات . وقال الجروان: إن تطبيق محددات بيان جنيف الصادر فى العام 2012 يمثل أرضية مناسبة لتشكيل حكومة انتقالية تدير أمور البلاد بكامل الصلاحيات بما فى ذلك الإشراف على المؤسسة العسكرية والأمنية والقضائية وإعداد الدستورتمهيدا لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.. مشيرا الى أن الفترة الماضية فى الصراع السورى شهدت ما يمكن وصفه بوجود إرادة دولية على تحطيم وتفتيت سوريا وحققت للأسف بعض النجاحات بسبب إصرار الحكم على المضى قدما فى الحل العسكرى والأمنى، مما مهد الأجواء لاستقطابات عديدة على الأرض، كان من أخطرها بروز التنظيمات الإرهابية وسيطرتها عل مساحات شاسعة من الأراضى السورية الى جانب تدخل إيران السافر، معتبرا أن ذلك يمثل وصمة عار فى جبين المجتمع الدولى. وانتقد رئيس البرلمان العربى بشدة التدخل الإيرانى فى الشئون الداخلية للدول العربية والذى يتمدد فى أربع منها وهى: لبنان والعراق وسوريا ثم اليمن، وقال: إذا كانت ثمة مشكلة لأى طرف خارجى بما فى ذلك إيران مع الدول العربية، فإنه يمكن أن يلجأ الى الجامعة العربية التى تشكل الإطار السياسى للنظام الإقليمى العربى وعبر رئاستها الحالية المتمثلة فى مصر، أما أن يتم التدخل عبر الأبواب الخلفية من خلال التجمعات الطائفية والمذهبية بهذه الدول على النحو الذى تمارسه إيران، فذلك مرفوض بشكل مطلق. وأكد الجروان تمسك البرلمان العربى بضرورة أن يكون حل هذه الأزمة سوريا وطنيا توافقيا بمشاركة كل مكوناتها داعيا جميع الفرقاء السوريين لتغليب صوت العقل وتجنب المصالح الحزبية الضيقة وتقديم التنازلات حتى يتوقف سفك دماء السوريين ودفعهم الى اللجوء والنزوح سواء بالداخل أو الخارج.. وقال: من العار أن يوصف الشعب السورى باللاجئ فى ظل إسهامه العميق فى التاريخ والحضارة الانسانية.