نزلت الرسالات السماوية كلها من أجل إحياء الإنسان والحفاظ على سلامته وليس لقتله أو ايذاءه بأى حال ومن أجل إعمار الأرض وليس تدميرها، ونشر الخير والسلام وليس الشر والفساد والعدوان، ولما كان الإنسان خليفة الله على الأرض وقد حمل الأمانة التى رفضتها الأرض والجبال فعليه أن يتحمل مسئولية رفع الضرر عنها وتسخيرها لتوفير كل مقومات الحياة الجميلة لخدمته إلى أن تقوم الساعة. إن سعى الإنسان على الأرض من أجل إعلاء قيم الحق والعدل والخير والجمال هو تكليف من الله عز وجل وجوهر العبادة الحقة «وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون»، وهذا السعى يجب أن يكون مرجعه إلى الخالق الواحد الصمد، ومن هنا فإن الخروج عن «ناموس الحياة» وقواعد العبادة بإفساد الأرض وتشويه البشر وتدمير الحياة هو خروج عما أمر الله به وعن الفطرة التى فطر الله الإنسان عليها والهدف الأسمى الذى من أجله كان خلق الله للدنيا وللوجود كله. إن الله لا يحب المفسدين ولا يحب الفساد وقد قال رسول الله عليه السلام «ألا أدلكم على شيء إن فعلتموه تحاببتم، أفشوا السلام بينكم» ولذلك فإن من أساسيات الايمان الحب والسلام بين خلق الله وأن تكون مرجعية الحب بين الناس هى حب الله والرسول وما أحوجنا هذه الأيام إلا إلى اعلاء قيمة العواطف والأحاسيس الإنسانية فى أعماق قلوبنا وأن نمنع أنفسنا من الجنوح والزلل والانحراف وأن نعلى صفات الرحمة والعدل والحب بدلا من العداوة والبغضاء والظلم والقتل والتجبر والتكفير والتدمير. ولعل كلماتى هذه تكون رسالة لهؤلاء الذين يعيشون بيننا وكأنهم شياطين الإنس بكل ألوان الترويع والقتل والتدمير حتى جعلونا نشك فى إيمانهم ونكره انتماءهم لديننا الحنيف ولمصرنا الحبيبة ولا نعرف سبيلا للخلاص من عداوتهم واصلاح سلوكياتهم وتهذيب أفكارهم وهداية نفوسهم وقد ذقنا الأمرين فى تعديل انحراف المسار الذى يمشون فيه ظلما وبهتانا وفى تصحيح المفاهيم الضلالية التى عشت فى تلابيب أدمغتهم.. ولا حياة لمن تنادى . ونداء لهؤلاء القوم أن يفيقوا من غفلتهم ويعدلوا عن غيهم ويعودوا إلى جادة الصواب وأن يلقوا بكل أدوات الفتك والتدمير من أيديهم وأن يتقوا الله فى دينهم وكفاهم تشويه صورة الدين وهدم معانيه، وأقول لهم: قدموا الخير وأفشوا السلام وتوبوا إلى الله عسى أن يغفر لكم ويعز بكم الاسلام والمسلمين. د. يسرى عبد المحسن أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة