قال تعالي "ما خلقت الجن والانس إلا ليعبدون" الذاريات 56. وقال سبحانه جل من قائل "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة" البقرة 30. هذه آيات بينات أوضحت أن الله سبحانه وتعالي استخلف الإنسان في الأرض واستخلاف الله للإنسان لا ليكون الأخير جباراً ظالماً وإنما ليحقق العدل وينشر الخير. ويقيم حياة كريمة تعم البشر جميعاً. ولو وضعنا الآية الأولي وفهمناها علي ضوء الآية الأخيرة لتأكد لدي كل عاقل مفكر أن العبادة التي خلق الله الإنسان من أجلها لا تتمثل في الصلاة والصوم فقط وإنما في انتظام الحياة وصيانتها ورعايتها.. واستخلاف الله بشراً في الأرض إنما لتحقيق أوامره سبحانه وتعالي والبعد عما نهي عنه. أمرنا بالعدل والإحسان وحسن علاقة البشر بعضهم بعضاً "إن الله يأمر بالعدل والإحسان" وبذلك يتحقق السلام الاجتماعي بين البشر وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغي لتتطهر قلوبنا وتسعد نفوسنا ويستقيم المجتمع بخلوه مما يدنس العقول ويخرب النفوس ويظلم بعضنا بعضاً. المستشار/ محمد محمد خليل رئيس محكمة الاستئناف