اقتربت ساعة الحسم لاختيار ممثلى الشعب فى مجلس النواب الجديد، ولا أعذار فقد حصلت الأحزاب وغيرها على الوقت الكافى للاستعداد، ولم تعد هناك فرص أخرى أو مزيد من الوقت للاتفاق على مرشحيها، فقد تأخرت كثيرا الانتخابات البرلمانية، وعمل المجلس أصبح من الأهمية الكبرى والخطيرة فى المرحلة المقبلة، لتحريك الكثير من الخطط والمشاريع، والقوانين، والاتفاقيات، والمراقبة على جميع أعمال مختلف قطاعات الدولة، خاصة أن جهاز الدولة أصبح مرهقا جدا، ويحتاج إلى من يساعده فى مسئولياته الشاقة. وبرغم الخوف الذى ينتاب البعض من التشكيلة النهائية للنواب، إلا أن وجود المجلس سيساند فى الدفع إلى الأمام على جميع الأصعدة، بعد المجهود الضخم الذى بذل فى المرحلتين السابقة والحالية، والمرتبط بوقف النزيف على المستوى السياسى والاقتصادى والمالى والأمنى إلى حد كبير، جعل هناك استقرارا حافظ على الدولة وشعبها من أياد مخربة. ومازالت هناك تحديات كثيرة وضخمة تحتاج إلى المشاركة الناجزة من نواب الشعب، ومواجهة لأخطار خارجية وداخلية لا ترتبط فقط بالحالة الأمنية، بل تمتد إلى المستقبل، والتى جعلت الكثيرين يتخوفون من عدم الانسجام والفاعلية للمجلس الجديد، وتحقيق مطالب الشعب وأحلامه التى ترتبط فى المرحلة الأولى بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية. نحن لا نستطيع أن نستورد نوابا من الخارج، ولكن نستطيع أن نحسن الاختيار، ولا يمكن أن نستمر على ما نحن عليه، ويجب أن نحقق طموح وآمال الشعب، مازالت الأقلام التى سنختار بها أمام الصناديق فى أيادينا، ولا أعذار، فالتجارب شاهدة وتحذرنا.