اتعجب من قدرتنا المتميزة، على التفكير العلمى السليم، والإدارة الناجزة، والتنفيذ التقنى المتطور، واستخدام المهارات البشرية بالكفاءة العالية، التى تشعرنا بحجم القفزات التى نحلم بها، وتتمثل فى سرعة الاتفاق المصرى مع فرنسا، وتدريب رجال القوات الجوية، فى زمن قياسى على مهام قيادة وصيانة مقاتلات طائرات الرافال الجديدة. وكذلك فى إنجاز مشروع قناة السويس الجديدة، فى زمن قياسى أيضا، وبأياد وشركات مصرية وبفكر وقرار مصرى، وحجم عمل ترتفع فيه الأرقام ومعدلات التنفيذ إلى مراحل جديدة من الإنجاز، يشهده العالم خطوة بخطوة على مدى عام كامل، ليقترب من معجزة مصرية لا يمكن تصديقها. وعلامات التعجب التى تظهر هنا على الوجوه، واضحة كوضوح أشعة الشمس، بسبب عدم قدرتنا حتى الآن القضاء على أزمة أنتشار القمامة، والتى تتسبب فى انتشار معظم الأمراض، وتنفق عليها الدولة المليارات لعلاج المرضى، وأزمة المرور وتكدس السيارات بالشوارع، وسوء الطرق التى يتم ترقيعها بالأسفلت فتصبح غير مستوية، وانتشار العشوائيات. بالإضافة إلى مشكلات الصرف الصحى، وتلوث مياه الشرب، والصحراء الشاسعة غير المستخدمة، وغيرها من المشكلات التى لم نستطع حلها من سنوات طويلة، ولاندرى هل هى أزمة سوء إدارة واختيار قيادات غير مؤهلة وفاشلة، ليس لديها رؤية وتخطيط علمى، أم هى أزمة تمويل وحسن تدبير للأولويات؟! . لا يمكن أن يقف إنجاز «الرافال» و»قناة السويس» فى جانب، وهذه المشكلات المزمنة على جانب آخر، لمجتمع وشعب قادر هنا على النجاح، وفاشل هناك فى الوقت نفسه، دون مبررات!.