المستقبل والماضي في يوم واحد في الوقت الذي يتحدث فيه, رئيس وزراء مصر الدكتور عصام شرف, مع العالم الدكتور احمد زويل, حول إنشاء مدينة للعلوم والتكنولوجيا, ويوافق المشير محمد حسين طنطاوي القائد العام للقوات المسلحة, بصورة مبدئية علي تنفيذ المشروع العلمي الكبير, والبدء فورا في إجراء الدراسات اللازمة,لان نجاحه يمكننا من الانتقال إلي عالم علمي جديد, ويحدث طفرة نستطيع بها التنافس جنبا إلي جنب مع الدول المتقدمة. وفي نفس الوقت الذي يوضح فيه زويل فكرة ورؤية وأهداف المشروع, في مؤتمر صحفي ضخم يحضره رئيس الوزراء, ويكشف للصحفين عن أهم العناصر الرئيسية في المشروع, والحديث عن النانو تكنولوجي والطاقة الشمسية وصناعة الرقاقات, التي أصبحت هي الأساس الأول والقاعدة الرئيسية في الصناعة والابتكار, وكذلك كيفية اختيار واكتشاف الموهوبين من طلاب الثانوية العامة, والذي حدد أعدادهم بحيث لايتعدي خمسة ألاف طالب, ووضح من الحديث ان لديه دراسة علمية عميقة, تشعرنا بأننا بالفعل بعد25 يناير, وان هناك تغييرا يحدث في قطاع حيوي ومهم. ومع هذا الحدث العلمي الكبير, الذي لم نكن نتحدث عنه يوما ما, وكنت أراه بعيني في المدن البحثية العلمية الكبري في الدول المتقدمة, وأتمني ان أراه في مصر, خاصة إننا نمتلك قوة كبيرة من العلماء وشباب قادر علي الابتكار, تظهر علينا الصحف بتصريحات صحفية منسوبة لوزير التعليم العالي والبحث العلمي الحالي يتحدث فيها عن انه سيتم زيادة أعداد المقبولين بالجامعات في العام الدراسي الجديد من طلاب الثانوية العامة. وأصابتني التصريحات بالذهول والفزع وأنا أحلم بالمشروع العلمي, وحالة الانتقال إلي مابعد25 يناير, لأعود فجأة وبدون إنذار إلي ماقبل25 يناير, بالرغم من ان الحدثين جاء في يوم واحد, وقلت لنفسي إذن مازال هناك من يعيش بيننا ويصر علي الماضي ويرفض الحاضر والمستقبل, ولا أدري إلي متي سنظل نتحدث تاركين العلم والتخطيط والدراسات المستقبلية, لاتتحدث هي نيابة عنا لتوضح وتنير لنا الطريق نحو القادم والاحتياجات الفعلية التي تحتاجها السوق. وكنت أنتظر أن تكون التصريحات, ان المجلس الأعلي للجامعات والوزارة, سوف يقومان بإعداد دراسة مستفيضة مع وزارات القوي العاملة والصناعة والتخطيط والمالية ورجال الأعمال, لتحديد الأعداد التي تحتاج إليها السوق بعد خمس سنوات في التخصصات المختلفة,أو ان الوزارة قامت بالفعل- وهو مستحيل- بهذه الدراسة بدلا من التصريحات السياسية الوردية والمطبطبة علي المجتمع, التي أصابته بتخمة داخل الجامعات لايستطيع الآن ان يجد لها حلا. ولاأدري علي اي أساس ستتم الزيادة عن العام قبل الماضي, وطلاب الثانوية العامة لم يؤدوا الامتحانات ولا نعرف نسبة النجاح, ولدينا أعداد في كليات لاتحتاج إليها السوق, لمدة تقترب من خمسة أعوام تقريبا, كنت أتمني ان نتحدث عن الغد والمستقبل القريب والبعيد, وليس عن الماضي. [email protected]