العيش الحاف يربى الاكتاف , مثل شعبى مصرى صميم وكما تعود المصريين ان يقسموا بالعيش والملح فهو الوجبة الاساسية والذى لا غنى عنها فى كل المنازل مهما اختلفت مستوياتها المعيشية , ولكن للاسف ذلك المثل لم يعد يتحقق منذ زمن بعيد فقد اندثر فى ظل ازمة الخبز او كما نسميها رغيف العيش . فكان المواطنين منذ سنين طويلة وحتى عام مضى يصطافون فى طوابير العذاب والمهانة للحصول على عدد محدد من الارغفة قليلة الجودة والوزن , ساعات طويلة يقتطعها المواطن من عمره يتعرض خلالها لكافة اشكال المهانة والاعياء والايذاء النفسى والبدنى سواء سب وقذف وتعدى وتطورت فى بعض الاحيان الى ارتكاب مشاجرات واصابات وتحرشات وجرائم قتل كاملة . ولكن بعد تطبيق منظومة بيع الخبز الجديدة بالبطاقات التموينية او ما يسمى بكارت الصرف الذكى وتوفيره للمواطن بكميات كبيرة وبجودة عالية وبالعدد الذي يحتاجه مع حرية اختيار المخبز الذي ينتجه بأعلى جودة دون التقيد بمكان معين والحصول عليه بكل كرامة في أي وقت من اليوم وبدون طوابير او لو وجدت الطوابير فهى محتملة فلم تعد كسابق عهدها تمتد لشوارع ينتظرون فيها تحت الشمس الحارقة او الامطار والعواصف حتى يسدوا رمق اطفالهم . الا انه وبعد ان وجدت الدولة ذلك الحل الواقعى والناجح بدرجة ملحوظة فى القضاء على طوابير العيش ومعاناة المواطن اليومية لصرف الخبز المدعم والذي يتمتع بمواصفات معقوله، نجد انه لازال يتم هدر ذلك الدعم فلا زال تجار الدواجن والحيوانات يقومون بشراء الرغيف علف للدواجن والحيوانات بطريقة غير شرعية بالاضافة الى تهريبه وبيعه فى السوق السوداء , ولا تقتصر المهزلة عند هذا الحد وانما يقوم بعض المجرمين منعدمى الضمير الذين يقومون بتزوير تلك البطاقات للحصول على دعم المحتاجين لرغيف العيش . وما ذنب من ليس لديه بطاقه تموين او بطاقة الحصول على الخبز المدعم ان يدفع الفرق بين سعر الرغيف المدعم والرغيف الحر او السياحى لصاحب الفرن من خلال ارتفاع سعر الخبز السياحى بطريقة مبالغ فيها مع رداءة نوع الدقيق المستخدم وقلة الوزن او بالبلدى (عيش مسكع اومعجن ) رغيفاً مختلف الشكل والحجم وغير مطابق للمواصفات وتبيعه على الرصيف على مرأى ومسمع من الجميع وبلا ادنى رقابة خاصة و أنها تعمل بنفس الدقيق المدعم المهرب المستخدم فى المخابز البلدية المدعمة بعد ان يتم تهريبه الى السوق السوداء والذى بدوره أدى إلى انتشار المخابز غير المرخصة فى العديد من المناطق خاصة الشعبية . يعنى وبالمختصر المفيد المواطن هو من يدفع فرق الدعم ولكن بشكل اخر واصبحت مقولة العيش الحاف يربى الاكتاف ( لكبر وزنه وفائدته الغذائية العالية لبناء الجسم ) مقولة فلكورية تراثية نعيش على ذكراها فقد وقع المواطن مرة اخرى فى براثن مافيا اصحاب المخابز والسوق السوداء والغش التجارى وانعدام الضمير وقلة الرقابة , ولابد ان تتخذ الجهات الرقابية كافة الاجراءات اللازمة لمنع هذه المفاسد المعلنة وكفى المواطن ما يعانيه فى جميع مناحى الحياة واتركوا له فقط رغيف العيش بلا غش او سرقة او تلاعب او مبالغة فى سعره . لمزيد من مقالات سحر عبد الغنى