في إطار مسلسل الأزمات والمعاناة اليومية التي يتعرض لها المواطنون بالمحافظات بصفة عامة, والمواطن في محافظة البحيرة بصفة خاصة في سبيل الحصول علي عدد محدود من أرغفة الخبز المدعم, وأيضا في غيبة الرقابة التموينية الفعالة وانعدام الضمير عند بعض أصحاب المخابز الخاصة والمسئولين عن مشروع توزيع الخبز الحكومي أصبح رغيف الخبز المدعم في البحيرة قنبلة موقوتة ليس فقط من جراء المعاناة التي يعانيها المواطن البحراوي في الحصول عليه ولكن ايضا في تدني مستوي تصنيعه وجودته المنعدمة والتي وصلت به إلي أدني مستويات الجودة شكلا ووزنا, وأصبح المواطن شريكا للطيور والحيوانات في تناوله دون تفرقة, ورغم ذلك فإن احتياجات المواطنين لهذا الرغيف المدعم تجعلهم يقفون في طوابير العيش منذ السادسة صباحا وحتي الثانية عشرة ظهرا للحصول علي عدد من الأرغفة بالكاد يكفي افراد اسرته ليوم واحد والمتابع للمشهد يجد ان تلك الأزمة زادت في البحيرة بعد ارتفاع اسعار الدقيق وتهديد اصحاب المخابز بتصعيد الموقف في حالة عدم قيام الجهات المسئولة بالتدخل لحل الأزمة, وارجع بعض موظفي التموين الأرزمة الي ارتفاع اسعار الأرز والمكرونة والدقيق الحر والأعلاف, مما اضطر المواطنين في الريف ومربي المواشي للإقبال علي شراء الرغيف المدعم كعلف للحيوانات والدواجن. وأكد المهندس بهاء يونس أنه من الضروري تكثيف الجهود الرقابية لمواجهة اصحاب المخابز الجشعين ومحاولتهم استغلال الأزمة, وكذا عدم عدالة توزيع حصص الدقيق علي المخابز, فحين توزع الحصص الكبيرة علي عدد محدود من المخابز الكبري بالمدن يرفض المسئولون في المقابل زيادة حصص المخابز الصغيرة خاصة في المراكز والقري, ويؤكد عماد جلال المحامي أن سبب الأزمة هو ثبات حصص الدقيق للمخابز بالرغم من زيادة عدد السكان وبالتالي زيادة الاستهلاك مضيفا انه للخروج من تلك الأزمة لابد من زيادة حصص الدقيق لمحافظة البحيرة وتشديد الرقابة علي توزيعها وتصنيعها لمنع بالاتجار فيها بالسوق السوداء. وتصرخ الحاجة سعدية عبد الفتاح ربة منزل من المعاناة التي تتكبدها يوميا في الحصول علي رغيف الخبز المدعم لان دخل أسرتها لايوفر لها شراء أي من أنواع العيش الآخر والمخبوزات خاصة مع الزيادة في أسعار العيش الفينو رغم انخفاض وزنه وكذا التلاعب الواضح في أحجام واسعار وأوزان الأنواع الأخري مع العيش مثل الرغيف الطباقي والسياحي وغيره, وفي حزن شديد أضاف رجب عبد الله( عامل بناء) أن رغيف العيش المدعم اصبح الآن صعب المنال وأصبح مثل الدين هم بالليل ومذلة منذ مطلع الفجر حتي بعد الحصول عليه نجده سيئا جدا ولايصلح للاستهلاك الآدمي فكله حشرات وشوائب ولاتستطيع ان تحدد وجهه العلوي من السفلي ويتحول الي قطعة واحدة صماء. ويرجع جمدي عقدة( موظف) الأزمة الي بيع العديد من أصحاب المخابز معظم حصص الدقيق المصروفة لهم في السوق السوداء بعيدا عن الرقابة لأن سعر الشيكارة في السوق السوداء يبلغ عشرة أضعاف سعرها. وأعترف مصدر مسئول بتموين البحيرة بأن المحافظة تعاني من أزمة في رغيف الخبز المدعم خاصة بعد امتناع المواطنين عن شراء الرغيف السياحي بعد انخفاض وزنه الي50 جراما, في حين بلغ وزن رغيف الخبز المدعم إلي120 جراما وزنا وأرخص سعرا, وقال فكري عبد السلام( سائق تاكسي) إن حالة الرغيف المدعم ومظاهر الأزمة تجدها في المشهد اليومي أمام المخابز والمتمثل في طوابير ممتدة منذ صلاة الفجر والعيش المسلوق الذي يخرج ناقص الوزن من الفرن ووضعه علي الأرصفة بجوار المخابز حتي لايتحول إلي عجينة, وكذا منظر السيارات التي تحمل أجولة الدقيق بعد منتصف الليل لبيعها في السوق السوداء, وحول ما أثير عن مشروع توزيع الخبز علي المنازل مقابل اشتراك شهري, أكد المشتركون علي سوء حالة الرغيف الذي يقوم المشروع بتوزيعه وعدم انتظام وصوله للمشترك, وسوء الأسلوب الذي يتم به توصيل حصص العيش للمشتركين, حيث يصر المشتركون علي التوزيع بعد صلاة الفجر والقاء حصص المشتركين من الخبز بالبلكونات وعلي الأبواب. بالاضافة إلي قيام المشروع بعمل أكياس متميزة للمشتركين المتميزين أصحاب الحظوة بالرغم من قيام المشترك العادي بدفع ضعف قيمة ثمن كيس العيش لضمان وصوله بالاضافة الي الاشتراك الشهري, وفي اطار الجهود المبذولة للحد من هذه الأزمة اكد المهندس مختار الحملاوي محافظ البحيرة انه بمجرد وصول العديد من شكاوي المواطنين من سوء حالة رغيف العيش المدعم قام بجولة ميدانية علي بعض الأفران وشكل غرفة عمليات تابعة لمديرية التموين تعمل علي مدار ال24 ساعة لتلقي شكاوي المواطنين وحلها بالاضافة الي تشديد الرقابة علي المخابز لمنع تسرب الدقيق المدعم للسوق السوداء, وكذا منع تسربه بعد تصنيعه في المخابز الكبري بالمدن الي القري بغرض استخدامه كعلف لغذاء الحيوانات, وأضاف الحملاوي أنه اصدر تعليماته بضرورة التأكيد علي وجود مفتش تموين بصفة دائمة ومستمرة بالمخابز للتأكد من استخدام كل حصة الدقيق المدعم التي تصرف للمخابز, ولضمان إنتاج خبز جيد ومطابق للمواصفات والأوزان القانونية, وأوضح الحملاوي ان موافقة وزير التموين علي زيادة حصة محافظة البحيرة من الدقيق المدعم سوف تساهم ايجابيا في الحد من ظاهرة معانات المواطنين في الحصول علي رغيف العيش ومابين الجهود المبذولة لاحتواء الأزمة بالبحيرة والتسيب الواضح في جميع مواقع تصنيع وتوزيع الرغيف المدعم وغياب الرقابة التموينية الفعالة, يصبح المواطن البحراوي ضحية المعاناة اليومية والمستمرة في سبيل الحصول علي رغيف الخبز المدعوم.