إن الأمم لترقي وتتقدم وتتحضر إذا ساءت فيها مكارم الأخلاق.... وتضعف وتتخلف وتتأخر إذا ابتليت بأهل الشقاق والنفاق وسوء الأخلاق.... وأزعم أن النفاق هو آفة الآفات... هو الستار الذي يسدل ليخفي كل شاذ من الممارسات... والسلوكيات الخاطئة والانحرافات.. هو قاطرة المفاسد والخطايا والنزوات والشهوات... هو السوس الذي ينخر في عظام الشعوب.. الأفراد والجماعات.. ذلك أن النفاق هو الكذب في أحط صوره وأخطر معاينه... هو الزور في أبشع هيئته وأحقرأهدافه ومراميه. النفاق هو التملق والتزلف والرياء،، هو الاسترسال في التفخيم والتعظيم والمديح والإطراء.. هو التعلق بأذيال أصحاب الجاه والنفوذ والهيمنة والسلطان... ومداهنة أهل الثراء من رجال الأعمال وأصحاب الأموال والقطط السمان... والتغني بأن هؤلاء وأولئك.. هم وحدهم أهل الحكمة والفطنة والصواب والذكاء... وأنهم وحدهم هم كاملو الأوصاف الجديرون بالصدارة والإماراة... وكل من عداهم هم الضعاف العجاف مثل الزبد يذهب جفاء... يشرع المنافقون أقلامهم... و تنطلق بما يشبه الصراخ ألسنتهم... تفيض أنهار صحفهم... وتزخر شاشات قنواتهم... بما يبتكرون ويبتدعون ويلفقون من محاسن وفضائل أصحاب السيادة والسعادة والوجاهة والقيادة.... وأهل المال والأعمال . وأولي الأمر المغتصب أحيانا وأصحاب الكلمة النافذة والعزم والإرادة...يزينون لهم سوء عملهم فيرونه حسنا... لا يخشون ربهم .. لا يرعون الا ولا ذمة ولا شعبا مطحونا ووطنا. حتي إذا مازال عن أهل السلطان سلطانهم... (حين ينزع الله الملك ممن يشاء)... وغاب من الساحة بعض أهل المال والأعمال والغني والحيثية والثراء... إذا بهم - وعلي الفور دون تمهل أو إبطاء - ينقلبون علي أعقابهم... يقلبون لهم وجوههم... ويديرون لهم ظهور.... يلصقون بهم كل نقيصة ويهيلون فوق رءوسهم التراب... ينشرون علي الملأ عيوبهم وذنوبهم... ويفضحون ماكان خافيا من انحرافهم وفسادهم... وطفقوا يكيلون لهم السباب... ويتنابزون معهم بالألقاب .. تراهم قد تحولوا سراعا لينافقوا الوجوه بعد أن زالت دولة الآخرين وتقطعت بهم الأسباب..!! إن مصر الكنانة... وقد كشف الله عنها الغمة... لتظهر للدنيا من جديد أنها أطيب أرض... وعليها خير أمة... وأن جندها هم كما وصفهم رسول الإسلام عليه الصلاة والسلام هم خير أجناد الأرض... يذوون -دائما - عن حياض السيادة والكرامة والشرف والعرض... وأن أهلها - دون كل شعوب الدنيا - قد باركهم السيد المسيح عليه السلام... جدير بها - بمصر الكنانة - أن تتطهر من رجس المتحولين المتقلبين الذين يركبون كل موجة... ويأكلون علي كل مائدة ويمارسون رذيلة النفاق الذي معه تتدهور الأخلاق... وليعلموا أنهم دخلاء علي شعب خلوق طيب الأعراق... وليدركوا أنه في آيات عديدة ندد القرآ الكريم بالمنافقين.... وجعلهم أسوأ حالا ونكالا من الملحدين المشركين... لأن أهل النفاق هم شرذمة من العصاة الأشرار... ذلك قوله تعالي: «إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار». عضو المجلس الاعلي للشئون الإسلامية لمزيد من مقالات المستشار عبدالعاطي الشافعي