من أسوأ الأخلاق التي تنقص من قدر صاحبها، ومدى ما تنطوي عليه نفسه من أمراض وأحقاد.. الشماتة في الموت.. فالتعامل مع خبر الوفاة بالسخرية لا يسيء إلا لصاحبه، فهو دليل على سوء أدبه مع هيبة الموت، وفقده لأبجديات أخلاق المسلم، بل لآدمية الآدمي. شماتة الإخوان في موت النائب العام، هشام بركات، ليست جديدة عليهم، فقد شمتوا قبل ذلك في موت الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي، وغيره ممن يعارضونهم، وما ذلك إلا دليل على خسة الطبع، والانحراف عن الدين، وحتى عدم مراعاة حرمة الشهر الفضيل، متوهمين بأن السماء تنتقم لهم، وممن تصدى لهم، مع أن الموت راحة لكل حي، وليس فيه انتقام أبداً، فما عند الله أفضل مما عند البشر، والآخرة خير من الأولى.
فبعد أن تم تفجير موكب النائب العام، أمام منزله في مصر الجديدة، أعلن أهل الشر والخسة عن فرحتهم العارمة؛ شماتة في استشهاده بسبب العمل الإرهابي.. لدرجة وصلت للبعض ب"التكبير".. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. هذا غير التهديد والوعيد بأن من سيتولى هذا المنصب سيلقى المصير نفسه!! ولم أجد أسوأ من ذاك المذيع "الأبله" الهارب الجبان، الذي عبّر عن فرحته وشماتته بعد حادث الاغتيال بشرب كوب من الشربات!!
وجاءت ردود الأفعال الساخرة من شباب الإخوان، عقب نشر خبر استشهاد هشام بركات، على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بالشماتة في موته، ومشاركة فيديو لحظة اغتياله، بدلاً من الدعاء له بالمغفرة والرحمة، كما يفعل كل الناس عند الموت. بل زادوا من حقدهم بتوجيه نداءات بعدم الدعاء له بالرحمة، يما يخالف العادات والتقاليد وسماحة الدين الإسلامي.
يظن هؤلاء الإخوان أن هذه الشماتة تشفي ما في صدورهم من غل، والحقيقة أنها تزيد هذا الغل غلاً، وتحوله إلى نار؛ يحرق لظاها قلوب الكارهين والشامتين، ولا تصل إلى من شمتوا فيهم إلا برداً وسلاماً.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا تظهر الشماتة لأخيك، فيرحمه الله ويبتليك".
العنف والقتل والإرهاب هو سلاح الضعفاء، وما هو أفجع من عمليات الاغتيال والأعمال الإرهابية الوحشية، هو "الوحوش" التي استيقظت داخل الشامتين، أولئك الذين يريدون أن يمحوا عن الأرض كل من يخالفهم الرأي، ويظنون بذلك أنهم ينصرون الله ورسوله. لمزيد من مقالات أحمد مصطفى سلامة