الدراما المصرية حريصة الأن على "فقع" مرارة النساء وتفشى الخلافات الزوجية فى كل البيوت . هذا ليس كلامى ، لكنه الواقع الذى تقدمه المسلسلات والأفلام التى يتم إنتاجها منذ خمس سنوات على الأقل . أما هذا العام وفى رمضان تحديدا ، نشاهد هذه القصص الغريبة : فى إحدى المسلسلات التى تعالج مشكلة الإدمان وتوضح حياة المدمنين ، يوجد زوج يغفر لزوجته كل شىء تفعله ، الخيانة الإدمان ، تفكيرها فى رجل غيره ، ثم اتصالها بهذا الرجل، حتى أن الزوج يذهب للتعرف عليه ، بل ويصادقه ، ليستطيع أن يكتسب منه صفات جميلة كالتى تحبها زوجته.
هذا غير أن الزوج –وبالمصادفة- وسيم جدا وكريم و إبن ناس ويعمل بمكان مرموق ، ويفعل كل ما يفعله من أجل هذه الزوجة مع إحساسه بالذنب ناحيتها ، لأنه كان يجب أن يكون متسامحا معها بشكل أكبر !! "ياللهول.... "
أستعيرها من فناننا الرائع يوسف وهبى رحمه الله ، فهل هذا معقول ؟! بل السؤال الأصح ، هل هذا الزوج موجود بالفعل ، على مستوى العالم العربى كله ؟! إذن أين بالله عليكم الزوج المصري الأصيل الذى نعرفه ؟!
الزوج الذى يفعل كل شيء قائلا : أنا راجل ، وإذا تفلت من زوجته كلمة لا تعجبه يحاسبها عليها . الزوج الذى يفتش جيدا فى ماضى زوجته حين كانت خطيبته ليتأكد من سلامة أخلاقها ، قبل أن "تحمل" أسمه . الزوج الذى يجلس فى البيت فقط انتظارا لتحضير مائدة الطعام بينما كل وقته إما فى العمل أو مع أصدقاءه. الزوج الذى يطالب زوجته دائما بالأهتمام بمظهرها وقوامها ، بينما لم يلاحظ سيادته أنه "بكرش" . الزوج الذى لا يعلم عن الأبناء أى شىء من تربية إلى مذاكرة إلى مشاكل خاصة بمراحل نموهم ، وإذا حدث لهم أى مشكلة يحاسب زوجته قائلا : "ولادك" يا هانم فاشلين .
نفسى أعرف حاجة ، هل مؤلفى المسلسلات المصرية أجانب ؟ ولا هم مصريون لكن عاملين خطة علينا لنصاب بالضغط والحسرة على " ميلة " بختنا ؟ طبعا لن أنكر أنهم تأثروا كثيرا بالدراما التركية ، ونفسهم الستات يتابعوا مسلسلاتهم كما تابعوا " العشق الممنوع " و " نور ومهند "
و" أحببت طفلة " ، لكن هذا لن يحدث . عموما لو جدتم رجلا بهذه المواصفات الخيالية التى تصورها الدراما المصرية ، فحافظوا عليه جيدا ممن حوله ، حتى لا يتأثر بهم أو ينقرض .