بعينين مفتوحتين على أتساعهما دليل على إحساسه بصدق ما يقول وما يفعل بلا أدنى خجل أو إحساس بالذنب يقول : نحن نقدم ما يحدث فى كل البيوت المصرية، لكننا نقدمه كما هو دون أن ندفن رؤوسنا فى الرمال كما يفعل البعض، فالفن رسالة، وعليه يجب أن نضع المرآة أمام المجتمع ليرى نفسه وكم أصبح قبيحا. فما هو هذا الفن الذى يقدمه مثل هذا الرجل ؟! يقتحم بيوتنا مسلسل يحكى سيرة حياة مجموعة من النساء كلهن متزوجات من أزواج خائنين، مما جعل هؤلاء النسوة يتخذن هن أيضا "أصدقاء" رجال يرتحن نفسيا إليهم بعيدا عن مشكلاتهن فى البيت مع الأزواج !! أما عن الحالة المادية لهؤلاء الصديقات وأزواجهن الخائنون فهو يفوق الخيال بخيال لمن يقدر أن يتخيل فكل واحدة تعيش فى قصر وليس فيلا عادية، فقد أنقضى عصر الفلل منذ سنوات وسكن الناس الأن القصور، هذا غير أن هناك فيلا "صغيرة" أنيقة تتقابل فيها الصديقات للتحدث والسمر فقط . ويتنقل ابطال المسلسل بشكل غير مبالى بهذا الثراء الفاحش الذي يرفلون فيه وهم عابسون كأنهم يعذبوا دون أن يدرك المشاهد السبب !! أما عن الخمر فهى كالشاى أو القهوة فى أيديهم دائما صباحا ومساء،وخاصة إذا غضب أى فرد فى المسلسل تجده يسرع فى إفراغ الخمر بكأسه كأنه دواءا أو مهدءا. بالله عليك يا من تقدم لنا هذه الأعمال أو غيرها من التى تحوى أشياء وتفاصيل دخيلة على حياتنا مهما كانت منتشرة وموجودة، هل فعلا هذه هى حياتنا وبيوتنا المصرية ؟! هل هناك مخططا لتحطيم صورة الشعب المصرى القديمة المعروفة بطيبته وشهامته وتدينه ؟ ألا تعرفون فى أعمالكم الفنية سوى الخيانة والشذوذ والسرقة والقتل والمخدرات ؟ حتى عندما تقدمون أعمالا عن المناطق الشعبية فليس لديكم سوى حكاية مكررة عن زوجة تخون زوجها البسيط مع جارها وراقصة وبلطجى الحى وطفل غير شرعى !! أيضا الأطفال لم "يسلموا" من أعمالكم، فأخيرا قدمتم لنا عملا سينمائيا أثار جدلا واسعا عن طفل يمارس الرزيلة مع جارته . وفى النهاية كل منتج منكم أو مخرج يطل علينا ليقول أنا أقدم مصر الحقيقية . والله مصر تتبرأ مما تفعلونه بها ، فأنتم تصورون أن محور حياة شعبها هو الجنس فقط، وكأنه ليس لدينا أى مشكلات أخرى، حتى أن الأخوة العرب عندما يأتون مصر ويمشون بشوارعها يتعجبون من مقارنة مايرونه بما يقدمه الفن لهم من صور مغايرة تماما . أرحمونا ولاتتحدثوا بكل هذه البراءة عن أعمالكم، ثم تصدقوا أنفسكم . [email protected] لمزيد من مقالات وفاء نبيل