إلى متى يظل المجتمع الدولى يمارس هذه الازدواجية فى التعامل مع ظاهرة خطيرة كظاهرة الإرهاب، التى أصبحت تتمدد ويتسع نطاقها كل يوم وباتت تهدد العالم بأسره، وتكاد نيرانه تلمس أطراف ثياب الجميع. ما يدعو الى هذا التساؤل هو تعامل بعض القوى والدول مع الظاهرة بشيء من الرعونة والتراخى الذى يثير الشكوك والريبة فى نيات هذه القوى وهذه الدول، وعدم الجدية اللازمة لوقف هذا الخطر الداهم، الذى بات يهدد بالقضاء على الأخضر واليابس على امتداد المعمورة. فقد كشفت صحيفة «الديلى تليجراف» أمس الأول عن أن بعض دول الشرق الأوسط تتهم الرئيس الأمريكى باراك أوباما ورئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون بالفشل فى القيام بدور قيادى استراتيجى فى الحرب المشتعلة ضد تنظيم داعش الإرهابي، وعرقلة جهود محاربة التنظيم الإرهابي. الصحيفة أرجعت هذه الاتهامات الى عرقلة الولاياتالمتحدة الجهود التى يبذلها حلفاؤها الشرق أوسطيون لتسليح بعض القوى فى مواجهة التنظيم التكفيرى فى العراق. وأشارت الصحيفة البريطانية الى أن عددا من دول المنطقة أعربت عن استعدادها للتحرك بشكل منفرد لتزويد هذه القوى بأسلحة ثقيلة، متحدية السلطات العراقيةوالولاياتالمتحدة التى تطالب بتمرير كل الأسلحة عبر بغداد. كما يأتى ذلك فى الوقت الذى طالب فيه وزير الدفاع البريطانى مايكل فالون بإعطاء قواته الجوية الضوء الأخضر لشن هجمات ضد تنظيم داعش فى سوريا، وقال فالون إنه من غير المنطقى أن تفصل بريطانيا بين الحدود السورية والعراقية وتمنع شن هجمات داخل سوريا على هذا الأساس، فى حين أن داعش لا تفرق بين البلدين وتتحرك بينهما بحرية للتخطيط وتمويل عمليات ارهابية جديدة. من هنا وبعد أن أصبح خطر الإرهاب يهدد الجميع بلا استثناء، وبعد أن طالت هجماته منذ أيام قلائل ثلاث قارات فى توقيت متزامن تقريبا، لم يعد هناك وقت لهذه الازدواجية، ولا هذا التراخى فى التعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة، وأصبح على المجتمع الدولى الوقوف صفا واحدا فى مواجهته وإيجاد جميع السبل والتشريعات الكفيلة بالقضاء عليه، وعليه أن يدرك أنه ليس أمامه إلا إحدى سبيلين، إما أن يكون له موقف حازم وواضح أمام هذا التحدي، أو تحمل نتيجة ما سيحدث جراء التعامل برعونة مع هذا الخطر الداهم. لمزيد من مقالات رأى الاهرام