يعد مفهوم المواطنة من المصطلحات المنتشرة بين الناس خاصة فى وسائل الاعلام ، وحول حقيقة ذلك المصطلح يوضح الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، قائلا:المواطنة هى لفظة لم تستعمل فى لسان العرب قبلا, بل لفظة محدثة للتعبير عن حق المواطنة, وما يخوله ثبوته لمن انتسب لجنسية معينة من حقوق ومزايا, والمواطن: كل إنسان ينتسب إلى بلد قدر الله له أن ينشأ فيها, وينتمى إلى قومها, ويعيش معهم، فهى ملكهم وحماهم وموطن أمنهم واستقرارهم وحقهم فى الحياة، يتحملون جميعا أمام الله تعالى مسئولية أمانة عهد الاستخلاف فيها، وعليهم واجب الحفاظ والذود عن سيادتها وأمنها واستقرارها ووحدة أراضيها، ومن يخالف ذلك مخالف ومنتهك لعهد وميثاق المواطنة، وأمانة الحفاظ على مصالح وسيادة الوطن والمستخلفين معه فيه, ووفقا لهذا فإن المواطنة: انتساب الإنسان لبلد نشأ بها وانتمى إلى أهلها وعاش معهم, وعليه مسئولية أمانة الاستخلاف فيها, وواجب حفظها والذود عن سيادتها وأمنها واستقرارها ووحدة أراضيها, والإسلام لا يمنع فكرة المواطنة, وإن كانت العلاقات فيه تقوم على أساس من الأخوة, التى تعززها روابط الدين, ووحدة المعتقد, وتبعا لذلك فرض الإسلام على أتباعه توابع هذه الأخوة: من التناصر, والتعاون, والتآزر, والتكافل, وقد أفسح الإسلام لمعنى آخر من معانى التعاضد والتناصر فى الدولة الإسلامية, يقوم بين المنتسبين لها, مسلمين أو أهل ذمة, يقترب من فكرة المواطنة بمعناها المعاصر, حيث جعل الإسلام لغير المسلمين بمقتضى عقد الذمة, حق الإقامة فى دولة الإسلام, والتمتع بالحقوق والمزايا التى يتمتع بها المسلمون, ما التزموا بما يلتزم به المسلمون تجاه الدولة, من واجب رعايتها وحمايتها وحفظها والذود عنها, ومن ثم فإن غير المسلمين فى أى دولة إسلامية, لهم من الحق ما للمسلمين, وعليهم ما على المسلمين مما سبق ذكره من التزامات, إذا كان لهم ذمة أو عهد, دون أن يلزموا بدفع جزية, باعتبارهم يشاركون المسلمين فى حماية هذه الدولة, والذود عنها, والوقوف ضد من أرادها بسوء.