تعود بدايات فكرة إنشاء تليفزيون مصرى إلى العام 1947 حيث نشرت حينها جريدة "البروجرية" فى عددها الصادر فى 13 فبراير عام 1947 خبرا عن اعتماد الحكومة المصرية مبلغ 200 ألف جنيه مصرى لبناء استديوهات للإذاعة والتليفزيون ولكن أُحبط المشروع وتأجل تنفيذه حتى عام 1951 وفى عام 1954 تقدم الصاغ صلاح سالم بمشروع إلى الرئيس جمال عبد الناصر لإنشاء إذاعة جديدة ومحطة تليفزيونية فوق جبل المقطم ووافق الرئيس عبدالناصر فورا على المشروع وأوكل مسئوليته إلى المهندس صلاح عامر وكيل الإذاعة للشئون الهندسية وعليه اعتمدت حكومة الثورة مبلغ 108 ألف جنيه لإقامة مبنى الإذاعة والتليفزيون فى مساحة 12 ألف متر بشارع ماسبيرو بكورنيش النيل ببولاق وبدأت الدراسات وقد جرى العمل فى تصميم الاستديوهات ومحطات الإرسال ودراسة وضع نواة للتليفزيون فوق جبل المقطم ولم يمر سوى ستة أشهر على بداية المشروع حتى تم الانتهاء منه وبدأ الإرسال فى 21 يوليو عام 1960 وافتتح لأول مرة التليفزيون المصرى فى تمام الساعة السابعة مساء 21 يوليو 1960 ولمدة خمس ساعات يوميا فى الاحتفال بالعيد الثامن لثورة يوليو وبدأ الإرسال ببث اشارة التليفزيون المصرى من القاهرة ويعلن ايضا عن اذاعة خارجيه من مجلس الامة حيث القى الزعيم جمال عبدالناصر خطابه التاريخى بمناسبة احتفالات الثورة والذى اعقبه اغنيه "حكاية شعب" للفنان عبدالحليم حافظ ومجموعة من الأغنيات الوطنية لكبار المطربين اعقبها ظهور عبد القادر حاتم وزير الارشاد القومى ليلقى كلمة خاصة بهذه المناسبة وقد قامت الاعلامية همت مصطفى بتقديم فقرات الربط وكان هذا هو البث التجريبى الأول الذى توقف فى اليوم التالى ليفتتح بشكل منتظم يوم السبت 23 يوليو 1960 والذى اشتمل على اول نشرة اخبارية قدمها الاعلامى صلاح ذكى واستهل التليفزيون المصرى إرساله بقناة واحدة، وكان زمن الإرسال محدداً بمعدل ست ساعات يوميا ثم ارتفع معدل ساعات الإرسال ليصل إلى 13 ساعة يوميا بعد بدء إرسال قناة تليفزيونية ثانية فى 21 يوليو 1961 وتم إرسال قناة ثالثة فى أكتوبر 1962 ووصل متوسط ساعات الإرسال على القنوات الثلاث ما بين 25-30 ساعة يوميا وبالرغم من حداثة التليفزيون المصرى حين ذاك الا انه قدم مختلف الفنون والمضامين الإعلامية التى عكست حاجات الناس واهتماماتهم من برامج ثقافية وتعليمية وترفيهية ونذكر العديد من نجوم التليفزيون الذين تألقوا عبر شاشته، والذين صنعوا مجده وشهرته وأصبحوا رواد وأصحاب برامج سكنت القلوب والعقول عند المشاهدين من بين هؤلاء على سبيل الذكر و ليس الحصر سلوى حجازى واحمد سمير و ماما سميحه وليلى رستم وهمت مصطفى و امانى ناشد وسهير الاتربى وغيرهم كثيرون