كان تصريح الدكتور نوربرت لاميرت رئيس البوندستاج البرلمان الألمانى عقب الحكم بإحالة أوراق عدد من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين إلى فضيلة المفتى، بأنه لن يلتقى بالرئيس السيسى أثناء زيارته لألمانيا اعتراضا على ذلك الحكم، كان أمرا مستغربا ومرفوضا، لأنه يعد تدخلا فى شئون دولة أخرى تطبق أحكام القانون.. ونستنكر الأمر أيضا لأنه تصريح تجافيه اللياقة من شخص يحتل المرتبة الثانية فى بلاده بعد رئيس الجمهورية ويسبق ترتيب المستشارة، وهو ينتمى لحزبها المسيحى الديقراطى ويتولى رئاسة البرلمان منذ عام 2005 ، إذن لاتنقصه الخبرة . نتساءل :لم يتعاطف لاميرت مع المدانين ولا يتأثر بسقوط ضحايا الإرهاب يوميا من الشرطة والجيش والقضاة والمواطنين ،أم أن هذا أمر عادى بالنسبة له؟ إن ألمانيا التى احتضنت الإخوان وتدافع عنهم ويذهب متطوعوها للقتال فى صفوف داعش، تحظر حتى يومنا هذا الحزب النازى اليمينى ونشاطاته بعد جرائمه خلال الحرب العالمية الثانية، وظلت تحظر نشاط جماعة الجيش الأحمر اليسارى الإرهابية التى مارست الإرهاب طوال ثلاثين عاما منذ سبعينيات القرن الماضى إلى أن أعلنت تفكيك نفسها فى بداية القرن الحالى.. عانت ألمانيا من الإرهاب ولم تعمل على مشاركة أصحابه فى الحياة السياسية ،وأخضعتهم للعقاب القانونى.. وانتحر عدد من مسجونى الجيش الأحمر فى سجنهم . فحرى بمن عانى من الإرهاب أن يدرك أن الجرائم لا تمر بدون محاسبة أو عقاب، أم للسيد لاميرت رأى آخر؟. نحترم الدولة الألمانية وإنجازاتها.. وهناك ما نتفق عليه أو نختلف بشأنه، وهناك من لا يرحب بعودة العلاقة طبيعية بين البلدين.. استياء مصر من موقف رئيس البوندستاج لم يدفعها للرد بما قد يتخذه البعض من إرجاء الزيارة أو إلغائها. إنما اتسم رد فعل القاهرة بالحكمة، نتوقع أن تقابلها حكمة ولياقة من جانب لاميرت، وسمعنا صوت الحق يادكتور !. لمزيد من مقالات ايناس نور