كنا نحلم ببناء مدرسة يتعلم فيها أطفالنا لكن ضاع الحلم وتحولت المدرسة الي حظيرة للماشية كما لو كان القدر قد كتب علي أهالي قرية المدبوح البحري المعدمين. ألا يروا نور العلم وأن يتسرب أبناؤهم من التعليم ليعملوا في حقولك الآخرين بالأجرة! بهذه الكلمات التي تقطر ألما بدأ حسن محمد معوض60 سنة حديثه عن الأوضاع السيئة التي يعيشها أهالي القرية التابعة لمركز أبو المطامير. ويستطرد قائلا:معظم أهالي القرية من المزارعين البسطاء الذين يعانون شظف العيش وضيق ذات اليد وسعيا لمستقبل أفضل لأطفالنا فكرنا في انشاء مدرسة لترحمهم من مشقة السير علي الأقدام8 كيلو يوميا للوصول لأقرب مدرسة في عزبة الصبية وبالفعل جمعنا تبرعات من أهالي القرية واشترينا16 قيراطا من الأصلاح الزراعي لبناء مدرسة عليها لكن للأسف الشديد وبسبب فساد الذمم أصابت الشروخ والتصدعات أعمدة وسقف المدرسة بعد الافتتاح بأربعة أعوام فقط وتم اخلاء الطلبة منها لكونها معرضة للسقوط في أية لحظة وظلت علي هذا الحال منذ6 أعوام. ويوضح محمد عبدالواحد السقا عضو المجلس المحلي وأحد أبناء القرية أن المدرسة تم انشاؤها عن طريق مجلس المدينة ضمن مدارس الضمان العشري لكن شابت أعمال انشائها العديد من الأخطاء الفنية بسبب إهمال الرقابة والمتابعة مما جعل التصدعات تصيب المدرسة وتجعلها آيلة للسقوط ويشير إلي قيام لجنة من مديرية الإسكان والمرافق والأبنية التعليمية خلال الشهر الماضي بمعاينة المدرسة حيث رأت هدم المبني حتي سطح الأرض لخطورته ولكون القضية متداولة في القضاء ولم يتم البت فيها ظلت المشكلة قائمة. ويشير الي المعاناة الشديدة التي يواجهها أبناء القرية في الذهاب الي مدارس الصبية والخمسين وكوم القدح والتي تبعد بنحو4 كيلو مترات عن قريتنا يقطعها الأطفال سيرا علي الأقدام ذهابا وإيابا لكون الطرق المؤدية اليها ترابية ويؤكد علي ارتفاع معدلات التسرب والأمية بين أبناء القرية بسبب المشكلة الأمر الذي دفعه الي التبرع بقيراط لإنشاء فصل دراسي لتعليم الفتيات والبنين معا لكنه غير مجد وتظل القرية في حاجة ماسة الي مدرسة.