تعانى محافظة المنوفية الإهمال الجسيم ب 18 قرية حرفية، فمصنع غزل شبين الكوم الذى كان يمثل طوق النجاة لعمال المنوفية حيث يضم 9500 عامل، عقب اقامته فى عهد عبد الناصر، والذى كان يصدر منتجاته لجميع دول العالم شرقا وغربا ويتمتع بسمعة عالمية. لكن انهار ذلك الصرح حتى محلج القطن الذى كان يستوعب الاقطان طويلة التيلة من جميع الفلاحين بالمنوفية تحول إلى أرض فضاء، ويافطة مكتوب عليها "ملك المحافظة”، وفى طريقها لتكون مستشفى عسكريا يخدم المدنيين والعسكريين. يقول سعيد الجوهرى ابن شركة غزل شبين الكوم والقيادة العمالية الشهيرة وعضو مجلس ادارة اتحاد عمال مصر عن شركات الغزل: كانت سنة النكسة لهذا القطاع عام 1995، حيث تم تحرير سعر القطن مما تسبب فى زيادة الأعباء، على ذلك القطاع حيث كانت شركة المحلة تستخدم مليون قنطار سنويا وعندما زاد سعر القنطار 100 جنيه زادت التكلفة 100 مليون جنيه دفعة واحدة، ومحالج القطن كانت تستوعب 11 مليون قنطار قطن فى العام وتدهورت صناعة القطن إلى أن وصلت إلى 2،5 مليون قنطار والآن أصبحنا نستورد الاقطان بعد ان كنا نصدرها وتحول محلج شبين الكوم إلى أرض فضاء. على الجانب الآخر، وفى القرى الحرفية يعانى عدد من الحرف التراثية من الانقراض والاندثار، فكسوة الكعبة بقرية شما تتعرض لأزمة كبرى تهدد هذه الصناعة بالانقراض فالصناعة حائرة لا يخدمها طريق ومعالم واضحة وأهلها واقفون بين كساد منتجهم وانتشار المقلد الوارد من سوريا، وبين غياب دور الدولة فى دعم هذه الصناعة وإقامة معارض تسويقية فى الداخل والخارج، وكذلك سجاد ابو شعرة والذى يعانى شبح الانقراض لعدم توفير خامات الحرير اللازمة لصناعة السجاد وعدم تعامل وزارة التضامن الاجتماعى معها بالشكل الصحيح، على عكس ما تقوم به إيران للنهوض بتلك الصناعة وكان المعرض الأخير لا يليق بمستوى تلك الصناعة التى باتت مهددة بالانقراض بعد أن كانت الأولى فى الشرق الأوسط، وجاء فخار جريس حاله كسائر الصناعات المهددة بالاندثار فهى تواجه العديد من الصعوبات وأهمها المادة الخام وتسمى «الطفلة» التى يتم منها تشكيل الاوانى الفخارية غالية الثمن ومشاكل أخرى مع وزارة البيئة فى طريقة الحرق بالحطب بالإضافة لفرض ضرائب وتأمينات اثقلت كاهل العاملين بالصناعة، وفن الارابيسك من الفنون الأصيلة الذى يعبر عن الهوية العربية الإسلامية الخالصة والتى يعود تاريخها إلى ما يزيد على ألف عام وازداد، وتخصصت به قرية كفر المنشى فى القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين وهذا ما جعل العثمانيين يأخذون الفنانين المصريين المبدعين فى هذا الفن إلى بلادهم ليزينوا لهم القصور. والأرابيسك مهنة يدوية فى المقام الأول ولكن توجد ماكينات كبيرة أكثر تطورا ولكنها باهظة الثمن ولا تستطيع الورش الصغيرة تحملها، أما صناعة الجريد الذى تخصصت به قرية شنوان يعانى عدم توافر حماية الدولة من خلال التأمينات الاجتماعية والصندوق الإجتماعي، حيث إنها تتطلب التعامل مع الآلات والأدوات الحادة التى تتطلب اليقظة والصبر فى صناعتها.