ماتزال قري الحرفيين التي أعلنت عنها محافظة المنوفية منذ 4 سنوات وعددها 3 قري بمدينة السادات حبر على ورق وعبارة عن رمال وسط الصحراء ولم تسلم من يد المعتدين علي أراضى الدولة، وتحول حلم الشباب من الانتقال من الريف الضيق إلي الصحراء الشاسعة بالسادات إلي سراب بعد أن زين محافظو المنوفية المتعاقبون عليها علي مدي 4 سنوات فى الصورة توفير السكن والورش والمدارس والنوادى دون إجراء واقعي علي الأرض سوي التصوير أمام كاميرات التليفزيون وأجهزة الإعلام دون أن يجني المواطنون غير الحسرة على آمالهم التى تحطمت، يقول محمد رمضان حاصل علي دبلوم صنايع ويعمل نجارا لقد استبشرنا خيرا عندما أعلنت محافظة المنوفية قبل 4 سنوات عن إنشاء 3 قري حرفية بمدينة السادات وأعلنت عن توفير الورش للشباب وإنشاء نواد ومدارس للاستقرار الأسرى ولكن كل تلك القرارات لم يتم تحقيقها علي أرض الواقع وما زلت أبحث كل يوم عن فرصة عمل دون جدوى. ويضيف مسعد متولي من صناع الأرابيسك أن محافظة المنوفية حطمت حلمى في الحصول علي ورشة في القرى الحرفية بالسادات بعدم البدء في إنشائها، وتحول الحلم إلي سراب مع كل محافظ يتولي المسئولية ويطوى ملفات ذلك المشروع داخل أدراج مكتبة بحيث لا يري النور، مطالبا مسئولى المحافظة بتنفيذ ولو قرية واحدة للانتقال إلي صحراء السادات لتعميرها بعد أن ضاقت علينا قري المحافظة. وعلى الجانب الآخر طالت يد الإهمال القرى الحرفية بمركز أشمون والتي يشتهر بها المركز منذ سنوات حيث تشتهر " ساقية أبوشعرة " بالحرير، و"جرجس " بالفخار، و"ساقية المنقدي " بالأرابيسك وغيرها الكثير من القرى الحرفية التي كانت تصدر إنتاجها إلي الدول العربية والأوروبية إلا أنها تدهورت خلال الفترة الأخيرة وعانى أهلها البطالة ومشاكل كبيرة في الحصول علي المواد الخام ومجالات التسويق التي توقفت، وما زالت المحافظة تصم آذانها عن صرخات أهلها. وقال عبدالحميد قوطة من قرية ساقية المنقدى بمركز أشمون بالمنوفية لقد تجاهل المسئولون القرية وصناعها بعد أن كانت أشهر مصدر للصدف والأنتيكات لدول الخليج وشارع خان الخليلي، فلم يجد الصناع بدا من غلق ورشهم الصغيرة والتي كانوا يقومن بالعمل من خلالها فى صناعة علب حفظ المجوهرات الخشبية المطعمة بالصدف والتي تتلقفها الأسواق المحلية لتباع للسياح زوار الحضارة المصرية القديمة من الأقصر للإسكندرية للموسكي، مؤكدا انه كانت توجد 70 ورشة يتنوع إنتاجها ما بين العلب المطعمة بالصدف مختلفة الأحجام والأشكال وإنتاج القطع الفنية الأخرى التي تستخدم في التزيين والديكور، بالإضافة إلي إنتاج غرف الاستقبال والصالونات وجميعها تطعم بالصدف كما يمتد التطعيم بالصدف إلي البراويز ورقع الشطرنج ومنابر المساجد وحوامل المصاحف، وكل ذلك تراجع وطالته يد الإهمال بسبب ارتفاع أسعار الخامات بالإضافة إلي الضرائب الباهظة التي يدفعها أصحاب الورش. ويوضح محمود بشر من قرية كفر المنشى بقويسنا أن الإهمال من جانب المسئولين تسبب في تراجع صناعة الأرابيسك بالقرية وهجرها أصحابها إلي صناعات أخرى بعد أن عانوا العديد من المشاكل دون وجود حلول من المسئولين. ويشير عبداللطيف جابر من قرية جريس إلي أن القرية تشتهر بأعمال الفخار ووعدنا المحافظون علي مدي 10 سنوات بتوفير المادة الخام والطمى من قاع نهر النيل من صعيد مصر وعمل مهرجانات لبيع منتجات القرية بها لتشجيع الصناع، ولكن دون جدوى، واقتصر الأمر على الظهور الإعلامي فقط حتى تدهورت الصناعة وهجرها أهلها إلى القاهرة طلبا للقمة العيش. من جانبه أوضح مصطفى بيومي السكرتير العام المساعد لمحافظة المنوفية أنه تم وضع خطة للارتقاء بالصناعات الحرفية التراثية التي تشتهر بها بعض قرى المحافظة مثل السجاد الذي تشتهر بها قرية ساقية أبوشعرة، وأعمال الصدف وتشتهر به ساقية المنقدي، وأعمال الفخار بقرية جريس والأرابيسك بكفر المنشي، وأعمال السيرما بقرية أبنهس. وأشار بيومى إلي أنه سيم العمل علي مشاركة المنتجات في المعارض الدولية لمساعدة الشباب والعارضين، مؤكدا موافقة لجنة المشروعات الصغيرة علي تمويل 114 مشروعا اقتصاديا والواردة من الوحدات المحلية القروية بمبلغ 337500 جنيه من مشروع إقراض الأسر للقرى والأحياء الشعبية بالمحافظة. وأوضح بيومي انه تم تمويل عدة مشروعات بمبلغ مليون و916 ألف جنيه في المجالات الإنتاجية والحرفية والمهنية المتنوعة، وبذلك بلغ إجمالي عدد المشروعات التي تم تمويلها من المشروع منذ بداية التشغيل عام 2004- 2005 وحتي الآن (4490) مشروعا بإجمالى قروض قدرها مليون و161 الف و550 جنيها.