لم يروِ الإرهاب بعد غليله من دماء رجال الشرطة و لم يكتفِ بمن رحل، فأراد المزيد , أمناء شرطة وضباطٌ يذودون عن الوطن باللحم الحيّ، وإرهابٌ يقتنص الفرص لضرب وزارة الداخلية. انضم الشهيد خالد شوقي علام أمين الشرطة بقطاع الأمن الوطني بمديرية أمن المنوفية إلى قافلة الرفاق الذين سبقوه في مشهد يندى له الجبين حيث توضأ الشهيد الحافظ لكتاب الله داخل منزله مع آذان الفجر وتناول مسبحثه ليحرك حباتها مع ذكره الله والتسبيح والتهليل في طريقه للمنزل ولحظة وصوله لباب شقته نادته والدته التي أحس قلبها بدنو أجله فأخذته في أحضانها وقبلت وجنتيه وقالت له خذ بالك من نفسك ترجع بالسلامة فقبل الشهيد يديها وقال لها لا تخافي يا أمي وغادر المنزل في طريقه للمسجد وسط ظلام الليل ولم يدر أن خفافيش الظلام كانت تبيت له النية لاغتياله حيث وصل للمسجد وصلى الفجر وفي طريق عوته للمنزل ومع صعوده أول درجات منزله سمع صوتا يشق الظلام يناديه "خالد" فالتف للوراء ليجد 12 رصاصة من سلاح ملثمين تشق جسده الطاهر وتصعد روحه في لحظة لخالقها. الأم بالداخل على سجادة الصلاة تنتظر عودة ابنها الذي ظلت تدعو له وشقت رصاصات الغدر سكون القرية لتهرول إلى خارج المنزل لتجد ابنها غارقا في دمائه الطاهرة ويجرى نقله إلى مستشفى شبين الكوم التعليمي جثة هامدة أعياها طلقات الغدر وجرى تشييع الشهيد في بلدته، وحمل المشيعون النعش على الأكتاف وجالوا به في شوارع البلدة،وسط نثر الأرز وزغاريد النسوة, كان مآتمه أشبه بعرسٍ زُفّ فيه البطل إلى مثواه الأخير محمولا على أكف الأقارب والأهل. وعلى وقع لحن الموت والخلود لفرقة موسيقى الشرطة ودّعت الشهيد للمرة الأخيرة وانطلق موكب التشييع من مسجد الأربعين إلى مثواه الأخير بحضور قيادات مديرية أمن المنوفية ورفاقه في قطاع الأمن الوطني ووري الشهيد في الثرى في جبانة البلدة، ترافقه هتافات رفاقه والجيران «الشهيد حبيب الله» وعانقت روحه عشرات الشهداء الذين سبقوه إلى جنان الخلد. الأم الثكلى نسيت آلامها، فأمراض الشيخوخة التي تعاني منها تستكين أمام أوجاع ابنها البطل قبل الاستشهاد أما رائحته، فتلك تبحث عنها في ثيابه التي ضمت بعضها إلى صدرها وهي تقبلها وقالت فوقية شاهين والدة الشهيد " حسبي الله ونعم الوكيل في الإخوان الكفرة قتلوا ابني.. هاتولي حق ابني كنت حاسة أنى مش هشوفه تاني وهو خارج يصلى حسيت بيه وناديت عليه قالي ادعيلي قولتله ترجعلي بالف سلامة خد بالك من نفسك ياابنى وطالبت بالقصاص ممن قتلوه وبكت قائلة: كان سندى في الدنيا بعد وفاة ابوه شقيت عليه هو واخواته. وروى مصطفى خالد ابن الشهيد واقعة اغتيال والده أنه في طريق عودته من صلاة الفجر وهو في طريق المنزل امطره الارهابيون بالرصاص وأكد إنه خرج مهرولا بعد سماع الأعيرة النارية برفقة عمه فوجدا والده غارقًا فى دمائه واتهم أبن الشهيد عناصر جماعة الإخوان وخاصة أن ميت خاقان معقل الجماعة قامت بتصفية والده بسبب عمله فى جهاز الأمن الوطنى. وصرخت منى سمير أبو فرج زوجة الشهيد التي رملتها رصاصات الغدر قائلة، حسبى الله ونعم الوكيل فى كل واحد اخوانى ربنا ينتقم من كل واحد منهم زوجى مات شهيدا وحقه مش هيروح هدر وأكدت أن زوجها تلقى تهديدات فى الفترة الأخيرة بالقتل وان أسمه كان فى قائمة الاغتيالات ومن شهر علمنا بان هناك اشخاصا يراقبون المنزل وحذرته وكان رده على مفيش حد بيهرب من اجله قل لن يصيبنا الا ماكتب الله لنا. وأشارت الزوجة المكلومة إلى انها متزوجة من الشهيد منذ 15 عامًا وانجبت منه 4 أولاد مصطفى 14 سنة ويوسف 12 سنة واحمد 6 سنوات ومحمد 4 سنوات، وامر اللواء ممتاز فهمى مدير أمن المنوفية اللواء جمال شكر مدير المباحث الجنائية بتكثيف الجهود لسرعة ضبط الجناة وكلف المقدم محمد أبوالعزم رئيس مباحث شبين الكوم بعمل التحريات .