اجريت مع احمد زكى خلال مشواره عددا كبيرا من الحوارت وفى مناسبة ذكرى رحيله اخترت أن انشر مما سألته لأنها تظهر قيمة احمد زكى الفنان والانسان. وهذا نص بعض الاسئلة والاجوبة: متى يتوقف الابداع؟ إذا فقد الفنان أو المبدع عموما سواء كان كاتبا أو مخرجا أو ممثلا أو موسيقيا القدرة على الدهشة واحداث شىء فى النفس البشرية يتوقف ولكن لايوجد فنان يبعد.. الفنان لايبعد الا بالمرض أو الموت. الفنان تحكمه اختياراته فهى التى تحكم وجوده ولهذا لابد ان يسبب الدهشة فى كل عمل يقدمه من أجل ضمان الاستمرارية. كيف ننظر الى التنافس بين النجوم؟ الفنان وحده لا يعيش واذا شعر بأنه الأوحد فإنه لايمكن ان يقدم فنا لأن حماسته ستقل.. والفنان يعيش بالفنانين الموجودين حوله فأنا أحب كثيرا أن أرى زملائى يقدمون أفلاما جميلة ساعتها أشعر بأنه يحفزنى للتنافس الحلو وأقول أنا نفسى أعمل فيلم زى فلان, فالتنافس يجعل عندى هذا الدافع للإبداع لكى أجود ادائى واختياراتي. * هل الزمن يمثل أزمة للفنان؟ طبعا.. لاننى لما كنت فى سن صغيرة فى سن الشباب الموجودين حاليا كنت اعمل ادوارا تليق بعمري, فعملت الحب فوق هضبة الهرم شاب يبحث عن فرصه عمل.. وعملت البريء عسكرى فى الامن المركزي... والنمر الاسود... ولد سافر بره علشان يشوف حظه فى الحياة... وبعدين اعمل انا لااكذب ولكنى اتجمل يعنى كنت اعمل افلاما تليق للعمر ده وتناقش هموم الشباب فى هذه الفترة. وكان المنتجون لايطلبونى فى أدوار أكبر سنا لأن سنى صغيرة.. فأنا فى تلك الفترة كنت اعبر عن شريحة كبيرة تطابق السن, وبعد ذلك انتقلت الى مرحلة عمرية أخري, وكنت محروما وانا صغير من مثل هذه الادوار وهى ادوار الرجل وقدمتها فى زوجة رجل مهم والامبراطور والهروب وضد الحكومة والراعى والنساء وبعد ذلك قدمت الرجل الناضج, ومع كل مرحلة اصبح فيها وجها جديدا أيضا اقدم مايليق لسنى وعمرى ومشاكل عصري.. وقدمت ارض الخوف واضحك ومعالى الوزير وعبدالناصر والسادات.. واضاف أنا فى كل مرحلة اكون وجها جديدا فيها وعملت بانوراما من الادوار الشعبية مثلا فى أحلام هند وكاميليا وكابوريا وكمان أدوار فيها سياسة زى زوجة رجل مهم وادوار اجتماعية مثل نزوة والراعى والنساء... والبيه البواب وشادر السمك.. وقدمت فى كل مرحلة عمرية ما بها من افلام شعبية وسياسية واجتماعية.. ولهذا عندما يأتى لى موضوع لايتناسب مع المرحلة العمرية لازم انصرف عنه.. لاننى مع كل مرحلة احتاج فيها لعمل يغطى جموع الناس التى تكون على شاكلة هذا العمر... وممكن يكون معايا مجموعة من الشباب لكى يحدثهارمونى وانسجام لاننا نعبر عن الشارع والبيت وده فيه الرجل والشاب والشيخ... فانا راجل عملت افلاما كثيرة وزملائى ايضا عملوا افلاما وأثروا السينما باعمال عظيمة ولهم تاريخهم... وأتمنى من الشباب أن يعملوا تاريخا فنيا. لماذا أنت متواضع..؟ لو وضعت فى دماغك حكاية نجم النجوم.. مش هتفن ثم يعنى أيه نجم.. انا فى النهاية فنان.. ومهنتى أن أقدم شخصيات.. فلماذا أتغر... ثم أتغر على ايه وليه.. دا الحياة فيها من الرصد الانسانى فى الشارع المصرى من شخوص وشخصيات وكل يوم تصرفات الناس واسلوبهم.. وكل ده محتاج رصد, والفنان يترك الدنيا وناقصه ادوار كثيرة.. يبقى ايه لازمة الغرور هنا.. الفنان عايز يمسك الشمس ومستحيل يمسكها... واضاف :"الفنان يقعد طول حياته يلهث ويجرى وراء الشخصيات ووراء الحياة لغاية لما يموت.. ويموت وهو بيحلم بشخصيات جديدة يضحك.. لماذا الغرور؟.. ومن يصيبهم الغرور عليهم ان يقعدوا فى بيوتهم.. لان الغرور نوع من انواع القتل والموت للفنان.. فالغرور يجعل الانسان ذاتى قوي, وغرقان فى نفسه.. طيب كيف سيقدم الفن.. الفنان لازم يكون بره نفسه قوى علشان يلتقط الاشياء من الحياة ويقدر يبثها طول الوقت".