لقيت دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى إلى إنشاء قوة عربية مشتركة تجاوبا رسميا وشعبيا فى عدة دول خاصة الخليجية منها، الذين أكدوا أن هذه الدعوة جاءت لتدعم التضامن المصرى الخليجى فى هذه المرحلة الصعبة التى تمر بها الأمة العربية. ويرى بعض الخبراء أن الوضع السياسى والأمنى فى المنطقة بحاجة ماسة الى تكاتف جميع الدول العربية للتصدى لموجة الإرهاب غير المسبوقة التى تشهدها المنطقة خاصة إرهاب تنظيم الدولة الاسلامية «داعش»، معتبرين أن مصر ودول الخليج يمكنهما أن يشكلان قوة عربية اقتصادية وعسكرية فى مواجهة الإرهاب، تمهد الطريق فيما بعد لإيجاد توازن على المستوى الإقليمى والدولى. ويقول محمد هويدن الباحث السياسى فى جامعة الامارات إن دول الخليج تشاطر مصر فى دعوتها فى انشاء قوة عربية عسكرية مشتركة بشرط أن لا تكون مقتصرة فقط على محاربة تنظيم «داعش « ولكن محاربة الإرهاب بأشكاله المختلفة من تهديدات تتمثل فى جماعات إرهابية إقليمية ودولية، وتوجهات إيرانية، وفتور أمريكى وغربى فى التعامل مع مثل هذه المعطيات. ويؤكد الباحث السياسى أن هناك دول محوريه فى العالم العربى هى التى تقود الأمة العربية اليوم وتمثل منظومة تكاملية تعنى بالنظر فى قضايا الأمن العربى مثل مصر والسعودية والامارات والأردن والمغرب و ربما الجزائر أيضاً. وأن هذه الدول المحورية عندما تنسق جهودها فى منظومة عمل عربى مشترك وامنى واحد سوف يعزز ذلك من دور جميع الدول العربية وسوف يقلل من خطر التجمعات الخارجية التى تتدخل فى المنطقة وتهدد أمنها من خلال دعم الجماعات الإرهابية الداخلية. كما سوف تمثل هذه الدول أداة ضغط على العالم الغربى وخاصة الولاياتالمتحدةالامريكية لكى تعيد النظر فى سياساتها تجاه المنطقة. ويؤكد خبراء خليجيون أنه يجب أن يتم الاقتداء بتجربة «درع الجزيرة» التابعة لمجلس التعاون الخليجى والتى تم إنشاؤها عام 1982، وأن تدخل إليها دول كمصر كونها رائدة فى المنطقة، ومن يرغب أيضاً من باقى الدول العربية، حتى يكون هناك جيش عربى مشترك يستطيع أن يتدخل فى أى منطقة من العالم العربى لمواجهة الأزمات المتلاحقة. وأكد الخبراء أن إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة فى مواجهة الإرهاب، التى هى تفعيل لاتفاقية الدفاع العربى المشترك التى تمت الموافقة عليها من قبل مجلس الجامعة العربية فى 14 إبريل 1950، سوف يتم إقرارها خلال انعقاد القمة العربية فى شرم الشيخ نظرا لما وصلت اليه المجتمعات العربية من فتور وضعف فى مواجهة الإرهاب، مشددين على أن هذه القمة مهمة لجميع الدول العربية الحليفة لمصر إيمانا منها بأن فى الفترة الراهنة يجب إظهار القدرات العربية بشكل مشترك وموحد لمواجهة الأخطار المحيطة بالمنطقة. فى الواقع ان هناك بالفعل تعاونا عسكريا عربيا مشتركا ولكن لم يتم تحديد الإطار الرسمى له. فهناك اتفاقيات تعاون بين مصر ودول الخليج أسفرت فى العام الماضى عن تبادل الخبرات والدورات التدريبية فى المجالات العسكرية ومنها إقامة المناورات العسكرية المشتركة. وتعتبر النخبة السياسة فى الامارات أنه من الضرورى تشكيل قوة عربية مشتركة تتولى مهمة التصدى للإرهاب، مؤكدة أن المعركة ضد التطرف والإرهاب أصبحت طويلة. وأن الصراعات الطائفية والاقتتال على السلطة خلال السنوات الأخيرة كانت كلفتها كارثية على الصعيدين المالى والإنسانى فى المنطقة. إن هذه الأوضاع تؤثر بعمق على أمن المنطقة خاصة فى ظل تصاعد خطر التنظيمات الإرهابية المتطرفة وغياب موقف عربى متضامن. وتأتى دعوة الرئيس السيسى لإنشاء قوة عربية مشتركة لتؤكد أن الإرهاب لن يهزم من خلال المواجهة المنفردة لأنه قادر على التسرب والإفلات عبر الحدود. فلابد من عمل جماعى يتجاوز الأطر المعروفة من خلال استراتيجية عسكرية وفكرية وثقافية ودينية يكون فيها العرب مجتمعين.