نظم قسم القلب بجامعة القاهرة مؤتمرا دوليا لخبراء قسطرة القلب برئاسة د.حسام قنديل أستاذ القلب، ورئيس المؤتمر، لمدة 4 أيام، تضمن يومين ورشة عمل داخل قسطرة القلب بمستشفى المنيل الجامعى لعلاج مرضى القسم المجانى باستخدام أحدث التقنيات العلمية، ومن بينها القسطرة، ودون تدخل جراحي، مع نقل حى مباشر من داخل حجرة القسطرة، ومشاركة خبراء أجانب ومصريين. وناظر الأطباء -خلال اليومين- 21 مريضا من الحالات الصعبة، واختير 13 منهم للعلاج باستخدام الدعامات الدوائية مع إمكان تصوير الشرايين داخليا باستخدام الموجات فوق الصوتية لزيادة دقة التشخيص قبل التدخل النهائى باستخدام الدعامات. وتعاون د. خالد زيادة أستاذ القلب بجامعة كنتاكى ومدير وحدة القسطرة بالجامعة بالعمل مع أساتذة قسم القلب في إجراء القساطر العلاجية على مدى اليومين مع إجراء مناقشات حية مع بقية أعضاء قسم القلب بأحد المدرجات المجاورة للقسطرة باستخدام أحدث أجهزة النقل الحى المباشر. وتنوعت الحالات من ضيق فى الجذع الاساسى لشبكة الشرايين التاجية إلى انسداد كامل فى أحد الشرايين الرئيسية إلى ضيق فى تفريعة رئيسية للشريان التاجى الأمامى. وتم عمل الحالات بنجاح بدون أى مضاعفات، وخرج المرضى من المستشفى فى اليوم التالى للقسطرة، واحتاجت حالة واحدة إلى مراجعة للتوسيع فى الجذع الرئيسى فى اليوم التالى باستخدام الموجات فوق الصوتية من داخل الشرايين. وتحدث د. خالد زياد عن أحدث الأساليب لتغيير الصمام الأورطى عن طريق القسطرة، نظرا لخطورة الجراحة على هؤلاء المرضى، وللاحتياج الشديد لهؤلاء المرضى لتغيير الصمام، وفى هذه الحالة يتم إدخال القسطرة عن طريق الفخذ، وعن طريق الأورطة (الصدر)، علما بأن هذا المسار مستقيم من الفخذ للصدر، ولكن عيبه أنه يحدث نزيفا لكبر حجم الشريان بنسبة من 5 إلى 6%. أما دخول القسطرة عن طريق اليد فيكون فيها النزيف أقل، لصغر حجم الشريان، والتحكم فيه أكثر.. مع مراعاة صعوبة هذا الأسلوب، نظرا لوجود التواءات قليلة، إذ تسير القسطرة فى الذراع ثم تمر على الكتف، وتدخل في الصدر، لذا يحتاج هذا الأسلوب للتدريب، نتيجة الالتواءات، ولحداثته. أما المرضى الذين يصعب استخدام القسطرة معهم ككبار السن أو من أجروا جراحة قبل ذلك أو كانت هناك صعوبة فى إجرائهم الجراحة أو يعانون من تكلسات فى الأورطى؛ فكان نصيبهم إجراء اختبارات لمعرفة إن كانوا يعانون من مشكلة فى الصمام الأورطى، أو لديهم صعوبة فى إجراء الجراحة، وفى هذه الحالة يتم استبدال الصمام الأورطى بهذه الطريقة، وتبلغ نسبة النجاح فيها نحو 95%. كما أن هناك قساطر أخرى يُوضع فيها مصدر ضوء داخل الشريان، ويصور الشريان من الداخل (بالانفراد)، مما يعطى صورة دقيقة جدا تظهر تفاصيل تساعد على تحديد أنسب طرق العلاج التي كان يصعب رؤيتها، والوصول إليها عن طريق حقن الصبغة داخل الشريان نفسه، وبذلك يستطيع الطبيب تحديد طريقة العلاج إما بالبالونة أو بالدعامة. وأكد د. حسام قنديل أن ما حدث من تطور فى العشرين سنة الأخيرة، وتناقص استخدام الجراحات فى مرضى الشريان التاجى، واللجوء لاستخدام القسطرة العلاجية بالدعامات الدوائية بديلا لها جعل المريض يغادر المستشفى فى اليوم التالى للقسطرة. كما أثبتت الأبحاث أن استخدام الجيل الثانى من الدعامات الدوائية بالمقارنة بالدعامات العادية فى حل وعلاج مشكلات الشريان التاجى قد أدت إلى إنقاذ حياة المرضى.