تزايدت في الآونة الأخيرة معدلات الإصابة بأمراض الشرايين التاجية للقلب في مصر والعالم وهي المسبب الأول لوفيات مرضي القلب, ويعد التدخين والعادات الغذائية الخاطئة من أهم اسباب الإصابة. كما تزايدت نسب الإصابة بالأزمات القلبية بمعدل يصل إلي26% والسبب يرجع إلي تعرض دول العالم إلي أزمات اقتصادية شديدة, مما يشكل خطورة بالغة علي صحة الإنسان تصل إلي حد الوفاة.. أعلنت هذه النتائج البحثية من خلال مؤتمر امراض القلب والأوعية الدموية الذي عقد في واشنطن أخيرا بحضور عدد كبير من الأطباء المصريين, وتناول الباحثون أحدث وسائل علاج أمراض الشرايين باستخدام الخلايا الجذعية, كما ناقشوا مدي فاعلية الأدوية الجديدة لعلاج هبوط عضلة القلب وتقليل سرعة ضربات القلب. وفي جراحة متطورة لمرضي صمامات القلب, تم عرضها في المؤتمر من خلال دراسة عالمية أجريت في مراكز طبية متعددة بالولايات المتحدة وكندا وأوربا وأثبتت نجاحها في تغيير الصمام الأورطي عن طريق القسطرة, خاصة للمرضي كبار السن والذين يعانون من ضيق شديد بالصمام الأورطي, وفي نفس الوقت يعانون من أمراض اخري تمنع اجراء عمليات جراحية لهم, وتتم الجراحة من خلال إدخال صمام بعد تركيبه فوق قسطرة بالونية, إما عن طريق شريان الفخذ أو عن طريق فتحة صغيرة يتم فتحها في الصدر مع شق بسيط في البطين الأيسر, ولا تستغرق هذه العملية أكثر من ساعة يتفادي بها المريض عملية قلب مفتوح, ويوضح الدكتور رامز جندي أستاذ ورئيس قسم القلب بطب عين شمس أن هذه الطريقة حققت نسبة نجاح تصل إلي95% وبمتابعة المرضي لفترة تزيد عن عامين تبين أن الصمام يظل علي حالته دون حدوث أي مضاعفات, كما ظهر انخفاض شديد في الوفيات للمرضي الذين اجريت لهم عملية تغير الصمام بواسطة القسطرة مقارنة بالمرضي الذين تلقوا العلاج الدوائي فقط. كما خصص المؤتمر جلسة علمية, يرأسها الدكتور محمد صبحي أستاذ القلب بطب الاسكندرية ورئيس جمعية القلب المصرية لعرض مجموعة من تجارب الاطباء المصريين عن كيفية التعامل مع الحالات الصعبة والمضاعفات التي تواجه الطبيب أثناء شفط الجلطة الحادة وكيفية تثبيت الدعامات وطرق علاجها الفوري, حيث يعتمد نجاح هده الوسائل العلاجية علي كفاءة الطبيب واستخدام الوسائل العلمية الحديثة للتعامل مع مرضي جلطة الشريان التاجي من خلال القسطرة والبالونة والدعامة ومقارنتها بالوسائل العلاجية التقليدية مثل المذيبات الدوائية للجلطة, حيث اثبتت الابحاث ان التدخل السريع يعطي نتائج أفضل عن العلاج الدوائي في الحالات المعقدة. وقام بعرض هذه الحالات كلا من الدكاترة عادل الاتربي أستاذ القلب بطب عين شمس, و ايمن أبو المجد أستاذ القلب بطب الأزهر, وهاني راجي أستاذ القلب بمعهد القلب القومي. وناقش الكتور ايمن ابو المجد من خلال بحث مهم الطريقة المثلي لاستخدام عقار الكوبيدوجيل والذي يعطي لجميع المرضي الذين يجري لهم عمليات توسيع للشريان التاجي وقاموا بتركيب دعامات, موضحا انه لابد عندما يقرر الطبيب ايقاف هذا الدواء أن يكون تدريجيا علي مدي أسبوعين وليس بصورة مفاجئة حتي لا يتعرض المريض لأية مضاعفات وزيادة التجلط, وقد أثبتت الأبحاث العلمية أن التوقف المفاجئ لهذا الدواء يسبب عند بعض المرضي زيادة عكسية في التجلط. وفي بحث مهم عن الخلايا الجذعية ودورها في علاج أمراض شرايين القلب أظهرت النتائج البحثية تحسنا واضحا في أداء عضلة القلب في المرضي الذين تم حقن الخلايا الجذعية داخل شرايينهم التاجية بواسطة القسطرة, كما ظهر تحسنا واضحا في الأعراض الإكلينيكية لهؤلاء المرضي وما زالت هذه التجارب في المراحل الأولي الإ أنها تبشر بالأمل.