أكد الدكتور هادى البحرة العضو القيادى بالإئتلاف الوطنى لقوى المعارضة والثورة السورية أن هناك جهودا تبذلها مصر على صعيد الدفع والتسريع بعملية الحوار بين أطراف المعارضة السورية، الا أنه ليس ثمة أفكار محددة أو ورقة أو برنامج محدد، تسعى الى تسويقه بين أطيافها ,ولكنها تريد للمعارضة نفسها أن تفعل حركتها ونشاطها على نحو يبلور رؤية موحدة لها للتعاطى مع المسار السياسى وذلك بحكم كونها دولة محورية ولها وزنها وثقلها فى الوطن العربى وفى الإقليم, وفى الوقت نفسه هى على إطلاع على حقائق المأساة فى سوريا , فضلا عن وجود جالية كبيرة من السوريين على أراضيها. جاء ذلك فى حديث ل"الأهرام"فى آخر زيارة للقاهرة له كرئيس للإئتلاف قبل أن يتخلى عن منصبه فى الانتخابات التى جرت مؤخرا فى اسطنبول وتم فيها اختيار رئيس جديد له. وعما إذا كانت المعارضة قد حصلت على تطمينات ووعود برعاية مصر لمؤتمر المعارضة للقاهرة علق البحرة بقوله : لقد أطلعنا الإخوة فى مصر على جهودنا فى الإئتلاف الوطنى لقوى الثورة والمعارضة السورية, والمتمثلة فى بدء عملية حوار مع أطراف أخرى فى المعارضة ,وقد عقدنا بالفعل عدة لقاءات ثنائية من بينها مع هيئة التنسيق الوطنية فقد التقى وفد يمثل الإئتلاف مع وفد منها بالقاهرة مؤخرا, كما أجرينا لقاءات مع أطياف أخرى من المعارضة فى أسطنبول وغيرها من العواصم العالمية ,وعندما وصلنا الى رؤية شبه متكاملة, قررنا توحيد هذه الرؤية وتفعيلها ,وفى تقديرى فإن مصر هى الدولة الأكثر قدرة على استضافة لقاءات حوارية ليست بين طرفين فحسب ولكن بين كل أطراف المعارضة ,ولم تضع القاهرة أبدا أى شروط لعملية الحوار المرتقبة ,ولكنها تريد فقط إطلاقها وفقا لرؤية السوريين وليس فرضا منها ,فهى ترغب فى تهيئة المناخ لاحتضان مثل هذه الأنشطة , باتجاه بناء رؤية مشتركة للمعارضة فى تعاطيها مع الحل السياسى . وتعليقا على تصريحات لحسن عبد العظيم رئيس هيئة التنسيق الوطنية والتى كشف فيها أن هناك جهودا ماراثونية بمشاركة عواصم مهمة لتفعيل الحوار بين فصائل المعارضة تمهيدا لحوار فيما بينها وبين ممثلى الحكم فى موسكو خلال الفترة المقبلة قال البحرة ثمة توافق بين مختلف أطياف المعارضة السورية ,سواء الإئتلاف الوطنى أو هيئة التنسيق الوطنية ,على ضرورة أن يستند أى توجه للحوارمع النظام بالدرجة الأولى , على بيان جنيف 1 ,والذى صدر فى الثلاثين من يونيو 2012 وبالتأكيد فإن الإطار التفاوضى أوالحاضنة الجغرافية لمكان وزمان الحوار المرتقب يجب أن يكون برعاية دولية وإقليمية وتوافق دولى وإقليمى ,ومن حيث الواقع والجوهر فإنه حتى هذه اللحظة ليس ثمة توافق أو إرادة سياسية دولية وإقليمية فعلية للسعى الجاد للحل أو الدفع بعملية سياسية للأزمة السورية , ومع ذلك نحن نتطلع الى أن تضع بلورة وثيقة موحدة لرؤية المعارضة فى ضوء الدراسات والاتصالات التى تتم حاليا بين مختلف فصائلها وأطيافها , فضلا عن الاتفاق فيما بينها على آليات التنفيذ المجتمع الدولى لتحمل مسئولياته للقيام بممارسة الضغوط على الحكم فى دمشق بما يعيده مرة أخرى الى جنيف مؤكدا أن عملية الوصول لحل ناجح مرهونة بوجود رعاية دولية. وفى الوقت نفسه نفى البحرة وجود تناقض بين معارضة الداخل ومعارضة الخارج خاصة فيما يتصل بالأمور الجوهرية والأهداف النهائية والمتمثلة فى الانتقال السياسى الكامل نحو المجتمع الديمقراطى والتعددى لكنه أشار الى أنه قد يكون هناك بعض التباين بشأن آلية التنفيذ , معبرا عن قناعته بأن الوثيقة التى قدمها الإئتلاف الوطنى لمؤتمر جنيف 2 تتعاطى مع هذه الآلية التنفيذية بصورة واضحة. كما أن هيئة التنسيق الوطنية وضعت ما يسمى بخارطة طريق للعملية السياسية ,وهى متقاربة الى حد كبير مع الوثيقة وقال سنخرج من حوار القاهرة بوثيقة متكاملة وموحدة تجمع أفكار الإئتلاف والهيئة وأطراف معارضة أخرى وهو العملية التى تجرى فى الوقت الراهن سعيا باتجاه الحل السياسى.