القضايا العربية... ملفات مفتوحة تعطيها الخارجية المصرية أولوية كبيرة فى محاولة لاستعادة دور مصر فى المنطقة بإعتبارها دولة رائدة، وفى محاولة أيضا لتوطيد العلاقات وتفعيلها بين مصر التى تعتبرها الدول العربية الشقيقة الكبرى وبين تلك الدول. فعلى مستوي الملف الفلسطينى والملف السورى والعراقى، حاولت وتحاول مصر التعاون مع دول المنطقة لدفع الإستقرار فى تلك الدول وإيجاد حلول للمشكلات التى تتعرض لها تلك الدول. وعلى مستوي التعاون المصرى الخليجى فهناك تاريخ واستراتيجية للشراكة بين مصر ودول الخليج العربى سعت وتسعى مصر للحفاظ عليها، خاصة وأن الخبراء والسفراء يرون أن أمن الخليج جزء أساسى من تحقيق الأمن القومى المصرى، كما يرون أن دور مصر لا غنى عنه للحفاظ على استقرار المنطقة العربية. وبالنسبة للملف المصرى الأمريكى، يتطلع الجانبان لبدء الحوار الوطنى الاستراتيجى بين الجانبين فى يناير 2015 لأنه من المنتظر أن تتم مناقشة كل المشكلات المعلقة بين الجانبين خاصة تلك المتعلقة بالمساعدات العسكرية الأمريكية لمصر. أما على مستوى العلاقات المصرية اللاتينية، فقد أصيبت تلك العلاقات بالجمود على مدى فترات طويلة، ولكن الآن يوجد توجه مصرى لتوسيع آفاق التعاون مع كتلة الدول اللاتينية خاصة مع وجود تشابك للمصالح بين الجانبين وأهمية قصوى للاستفادة الممكنة من التطورات التى تشهدها التطورات الخارجية وتنامى قدرات ودور تلك الكتلة وأهمية العمل على تبادل الخبرات معها وفتح آفاق جديدة للتعاون على كل الأصعدة.
العلاقات المصرية العربية تمثل فى حد ذاتها حالة مختلفة ومتفردة نتيجة التاريخ والهموم والأزمات والصراعات التى تفرض نفسها على الساحة العربية حيث لم تتأخر مصر يوما عن الوقوف إلى جانب أى شعب عربى ينشد الاستقرار والتاريخ يثبت ذلك . المرحلة الحالية من علاقات التعاون والتنسيق المصرية العربية، سواء سياسيا أو اقتصاديا وعلى كل المستويات تعتبر مرحلة غير مسبوقة من خلال ما برهنته غالبية الدول العربية من الوقوف الى جانب مصر ودعمها فى مرحلة البناء التى بدأت على أسس متينة متناسية من يسعى لعرقلتها . المتابع للسياسة الخارجية المصرية خلال االعام الحالى عربيا يرصد تحركات مدروسة قائمة على الأحترام والتعاون والتنسيق وعدم التدخل فى الشأن الداخلى لأى دولة على الرغم من سعى البعض التدخل فى الشأن المصرى فإنه لم يؤت ثماره، خاصة مع حالة التماسك التى تبديها غالبية الدول العربية للتعامل مع الواقع المصرى الذى فرضه الشعب . القضية الفلسطينية العلاقة المصرية الفلسطينية لم تنقطع يوما وتعتبر أحد أهم محاور عملها ومع الحملة اللانسانية التى شنتها إسرائيل على الأراضى الفلسطينية بقطاع غزة والتى خلفت آلاف الشهداء والمصابين كانت القاهرة محور تحرك دولى تلاقت فية الجهود الدولية نحو تهدئة الأوضاع بالقطاع وكان التنسيق المصرى على جميع المستويات عربيا ودوليا وأمميا حتى تمكنت مصر من التوصل إلى وقف إطلاق نار مرحلى وصولا إلى الدائم ثم تنظيم مؤتمر إعادة إعمار غزة فى أكتوبر الماضى بالتعاون مع النرويج والذى نجح فى الوصول لهدفه، ولم تتوقف السياسة المصرية عند ذلك وما زالت تتحرك نحو استقرار الأوضاع بالأراضى الفلسطينية سعيا نحو انطلاق محادثات فلسطينية إسرائيلية تضع الحل النهائى لملف الصراع على أساس الدولتين. ليبيا الأزمة السياسية الليبية لم تكن وليدة العام ولكنها مستمرة منذ ما يقرب من أربع سنوات ولم تكن مصر بعيدة خلال العام الحالى عن الواقع الليبى دون التدخل فى الشأن الداخلى كثوابت للسياسة المصرية ووسط حالة اللغط السياسى والتطورات على الأرض والصراع بين الجماعات المسلحة والتى أنهكت الشعب الليبى المتطلع للاستقرار، وكان التحرك المصرى بالتنسيق مع دول الجوار لدعم الدولة الليبية والتأكيد على الشرعية خلال اجتماعات وتنسيق مكثف لوزراء الخارجية على مدى خمسة اجتماعات، كما قام وفد يمثل رئيسى مجلس النواب والأركان ووزير الخارجية بزيارة لمصر استقبلهم خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكان القرار المصرى الدائم هو التأكيد على الشرعية للبرلمان والحكومة ومازالت القاهرة تلعب الدور المهم والحيوى فى دعم الشعب الليبى فى الوقت الذى يتطلع البعض إلى أن يكون العام الجديد مرحلة استقرار وبناء المؤسسات الليبية، والقضاء على الانقسام فى الشارع السياسى الليبي. سوريا ووفق مصدر دبلوماسى فإن الموقف المصرى يتأسس على قناعة أنه يستحيل حسم الأزمة السورية عسكرياً، وأن هناك حاجة ملحة للتوصل لحل سياسى يوقف العمليات العسكرية والتدخلات الخارجية وحقن دماء الشعب السورى بما يحقق المطالب المشروعة لهذا الشعب فى دولة ديمقراطية، كما تشدد مصر على ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضى السورية وحمايتها من الانقسام، فضلاً عن ضرورة حماية مؤسسات الدولة من الانهيار.فى الوقت الذى تشارك مصر فى مجموعة أصدقاء سوريا، بالإضافة إلى مشاركتها فى مجموعة النواة المنبثقة عنها التى يطلق عليها لندن 11 وهما الكيانان الدوليان الرئيسيان المعنيان بالشأن السوري. اليمن تعتبر محددات الموقف المصرى حيال التطورات الأخيرة فى اليمن هى التأكيد على تمسك مصر بوحدة واستقلال اليمن وسلامة أراضيه مع أهمية التزام جميع الأطراف السياسية باليمن باتفاقية السلم والشراكة الوطنية، الموقعة يوم 21 سبتمبر بصنعاء برعاية أممية، باعتبارها السبيل الوحيد لحل أزمات البلاد الحالية من أجل تجنيب الشعب اليمنى من مخاطر الانزلاق إلى صراعات مسلحة ستكون نتائجها كارثية على اليمن وعلى المنطقة بأسرها فى الوقت الذى تتطلع مصر الى مطالبة الجميع فى الداخل والخارج بالتكاتف معا من أجل دعم الجهود الحثيثة التى يبذلها رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادى لضمان استقرار الدولة والانخراط فى العملية السياسية التى ترتكز على أسس ومخرجات الحوار الوطني. أن تساهم حكومة رئيس الوزراء خالد بحاج الجديدة فى إعادة الاستقرار فى اليمن خلال الفترة المقبلة والتأكيد على العلاقة التاريخية بين مصر واليمن والمقترحات المصرية السابق تقديمها فى إطار مجموعة أصدقاء اليمن لدعم إعادة هيكلة مؤسسات الجيش والشرطة والاستخبارات والقضاء فى اليمن. العراق تتلخص ثوابت الموقف المصرى تجاه الحالة العراقية فى التمسك بوحدة هذا البلد، إدانة الإرهاب أياً كان مصدره وأشكاله والدعوة لتحقيق التوافق المنشود بين المكونات العراقية بناء على مفهوم الدولة الوطنية البعيدة عن أى اصطفافات مذهبية أو اثنية وجغرافية، كما رحبت مصر بتأليف الحكومة العراقية الحالية، وتتطلع لالتزامها بتنفيذ سياسات توافقية تسهم فى تخطى الإرث الإقصائى السابق، وكذا المضى قدماً فى ترميم روابط العراق مع محيطه العربي، وهو ما من شأنه تعزيز فرص إسهام مصر والدول العربية ضمن المساعى الجارية لإعادة تأهيل وتدريب كوادر الدولة العراقية. المغرب العربى قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيارة للجزائر فى 25 يونيو 2014 لتكون أول زيارة خارجية له منذ توليه الرئاسة، حيث تم عقد مباحثات مع الرئيس بوتفليقة لبحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين وتنسيق المواقف فى عدد من القضايا الإقليمية والدولية، وأكد خلالها السيد الرئيس على تقديره للموقف الجزائرى الداعم لمصر. وفى المغرب، عكست ردود الفعل الرسمية حالة الارتياح التى سيطرت على القصر والدولة المغربية عقب التطورات التى شهدتها مصر بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي، وقد تكررت المناسبات التى أكد فيها المغرب دعمه لعملية التحول فى مصرحيث رأس وزير الخارجية السابق نبيل فهمى مع نظيره المغربى الدورة الثالثة من آلية التنسيق السياسى والحوار الاستراتيجى بمراكش يوم 19 يناير 2014، حيث تم تبادل الآراء بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية، واتفق الموقف المصرى مع نظيره المغربى حول محورية العلاقة بين القاهرة والرباط، وإمكانية أن تكون كل دولة مركزا للأخرى فى إفريقيا وأهمية إعادة هيكلة وتنشيط العلاقات الثنائية بما يتناسب وطموحات الجانبين فى المزيد من التنسيق على جميع الأصعدة. كما قام صلاح الدين مزوار وزير الخارجية المغربى بالعديد من الزيارات لمصر وعقدت العديد من جلسات المشاورات حول العلاقات الثنائية والأوضاع الأقليمية والتنسيق بين البلدين ومن المتوقع أن يقوم وزير الخارجية سامح شكرى بزيارة قريبا للمغرب يلتقى خلالها بملك المغرب لتقديم الدعوة له من الرئيس عبد الفتاح السيسى لزيارة مصر ولعقد اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين. السودان العلاقات المصرية السودانية لها خصوصية، وهناك تشاور مستمر فى مختلف القضايا بين البلدين وكان التنسيق والتعاون هو عنوان المرحلة الماضية بعد حالة من عدم الاستقرار عقب ثورة 30 يونيو حيث إنه بعد انتخاب الرئيس السيسى كانت زيارته الخاطفة فى طريق عودته لمصر من مالابو وحضورة القمة الإفريقية فى أول جولة خارجية له وتم تبادل الزيارات بين وزيرى الخارجية فى البلدين للتشاور فى مجمل القضايا الثنائية والإقليمية، خاصة الملف الليبى وتطوير المزيد من العلاقات الاقتصادية والتجارية وتسهيل عملية التبادل التجارى بما يعود بالنفع على شعبى وادى النيل فى مصر السودان، كما قام عمر البشير رئيس جمهورية السودان بزيارة لمصر استقبله خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسى، وشهد اللقاء استعراضاً لعدد من جوانب العلاقات لاسيما فيما يتعلق بتعزيز العلاقات الاقتصادية، وزيادة التبادل التجاري، خاصة فى ضوء افتتاح ميناء قسطل / أشكيت البرى بين البلدين. العلاقات المصرية الخليجية السعودية كانت المملكة أولى الدول التى باركت ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو وتقديم حزمة جديدة من المساعدات لدعم الاقتصاد المصري. كما أصدر العاهل السعودى فى العديد من المناسبات المهمة عدة بيانات لتأييد ودعم النظام الحاكم فى مصر، كما كان العاهل السعودى أول المهنئين بانتخاب عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية حيث أوفد ولى العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز للمشاركة فى حفل التنصيب كما قام جلالته بزيارة سريعة لمصر فى طريق عودته من المغرب فى يونيو الماضى لتهنئة الرئيس. وفى العاشر من أغسطس 2014 كان قيام الرئيس السيسى بزيارة للمملكة حيث بحث مع نظيره السعودى الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود الأوضاع الإقليمية خاصة غزةوسورياوالعراق فضلاً عن مكافحة الإرهاب واتفق الجانبان على العمل معا للنهوض بالأمتين العربية والإسلامية وتحقيق حلم التكامل والتضامن وتعزيز العمل العربى المشترك ونشر قيم الإسلام الوسطية كما تناولت المباحثات تعزيز التعاون الثنائى بين البلدين فى جميع المجالات. الإمارات شهدت الفترة الماضية تنسيقًا وثيقًا بين البلدين على الصعيدين السياسى والاقتصادى ودعما إماراتيا لمصروكانت الزيارات المتبادلة بين الإمارات ومصروقام وزير الخارجية سامح شكرى بزيارة الامارات والتقى بالشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية الإمارات، كما قام وزير الدولة الإماراتى سلطان الجابر بزيارة لمصر استقبله خلالها شكرى ، حيث تناول اللقاء العلاقات الثنائية وسبل تطويرها فى كل المجالات، خاصة فى المجالات الاقتصادية، وكذلك التحضيرات الجارية الخاصة بمؤتمر دعم الاقتصاد المصرى عام 2015.