من قبيل العبث أن يحاول طالب حل مسألة ما دون تزويده بمعطياتها أو أن يقوم أحدهم بتنفيذ عمل ما بلا معرفة مسبقة بنواحيه أو بالمعدات اللازمة لأدائه، أما المهارة أو الذكاء فيعتمدان على حسن الاستغلال و الافادة بهذه الادوات أو المعطيات.لا يختلف الأمر كثيراً فى حالة إدارة منشأة أو وزارة أو دولة دون معرفة أو المام كامل مسبق وصحيح بمفرداتها وجوانبها وقدراتها المختلفة الاجتماعية والبشرية والعلمية والاقتصادية وحتى الطاقة المتاحة والمستقبلية وغيرها. ويعد الاحصاء أهم منفذ متجدد لمفاتيح المعرفة بكثير من التفاصيل والخبايا لتفادى تحول أى عمل إلى عبث أو «عك» أو حرث فى الماء وما قد يستتبعه من شلل القائمين بالعمل أو الإدارة أو من تخبط يشابه القفز من ارتفاع غير معلوم ولأرض مجهولة الهوية إلا أننا ما زلنا نلهث وراء صورة الأقمار الصناعية وما يردنا من معارف الآخرين عنا رغم أهميتها ونتجاهل شهادة مسئولى الجهاز المركزى للتعبئة العامة والاحصاء أنفسهم وبعد نصف قرن من إنشائه بعد الافادة الكاملة أو الحقيقية بمعلوماته المحدثة دائما ولا حتى بجزء محسوس منها إلى الآن. ولو حدث ذلك مثلا لكنا فكرنا حتى فى إنشاء خط عرضى لمترو الأنفاق يقطع شمال القاهرة الكبرى لخدمة الكثافات السكانية بمحافظاتها الثلاث للتخفيف عن وسطها أو علمنا أن أهم أسباب تدهورنا الاقتصادى تتمثل فى زيادة نسبة العمالة المنتجة لغير المنتجة أو حتى وفرنا لأبناء المحافظات ذات الكثافة العالية والمغلقة حدوديا مثل المنوفية وكفر الشيخ ودمياط. فرصا أفضل للإقامة والعمل والتعمير فى أراض ومحافظات جديدة لتفادى البناء على الأرض الزراعية بها مثلا. مهندس محمد سيد إبراهيم