وتبقى اسئلة كثيرة واجبة وغائبة بدأت تفرض نفسها على طاولة المناقشات الدائرة حاليا حول الترسيم الجديد لحدود المحافظات الادارية، والذى كان قبل ايام قد اعلن ملامحه اللواء عادل لبيب وزير التنمية المحلية، من اهم هذه الاسئلة تقسيم وتقطيع محافظة البحر الاحمر وتوزيعها عدد من مدنها على محافظاتقنا وسوهاج واسوان والاقصر. نعم محافظات الصعيد كانت بحاجة شديدة الى منافذ على البحر الاحمر تسهل خروجها من الوادى الضيق وتزيد مساحة ظهيرها الصحراوى وتسهل فرصة العمل واقامة مشروعات جديدة وتصدير منتجات هذه المشروعات ، لكن فى الوقت نفسه علينا ان نسال هل كان من الأفضل ان يتم تقسيم محافظة البحر إلى محافظتين شمال وجنوب وتمتع بخدمات امنية واستثمارية وفتح افاق جديدة من العمل والتشغيل التسكين والتعمير ام يتم اضافتها لمحافظات محملة باعباء لاحصر لها، فمثلا الاقصر ومشاكلها السياحية المتمثلة فى عدم القدرة على حماية الاثار والاهتمام بها والترويج للسياحة اليها، كيف ستتصرف مع مدينة مرسى علم التى تبعد عنها 500 كيلو، وهل الاقصر نجحت فى حلول مشكلاتها السياحية الاثرية الحالية لتضاف اليها اعباء سياحة شاطئية جديدة وماذا سيفعل سكان مرسى علم فى هذه المسافات الطويلة اذا ما احتاجوا لقضاء مصالحهم الادارية فى محافظة الاقصر، بالقطع سيكون امرا صعبا وسيذكرنا بازمة الواحات البحرية وتبعيتها لمحافظة الجيزة حيث كانت تبعد عنها أكثر من 400 كيلو وكان من النادر ان يذهب اليها محافظ أو مسئول من الجيزة لتفقد احوالها واحوال اهلها، وحسنا فعل اللواء عادل لبيب وصحبة من المخططين لهذا الترسيم عندما قرر انشاء محافظة الواحات تضم اغلبية الواحات والصحارى اليها ليكون هناك مزيد من الاهتمام بهذه الثروة الطبيعيه والبيئية التى طالما اهدرناها عبر السنوات القديمة هذا فضلا عن الرؤية الامنية الثاقبة والتى تمثلت فى هذا الترسيم فى تأمين حدودنا الغربية.. لااعتقد ان الذين خططوا لهذا الترسيم غافلون عن السؤال الأهم.. وماذا عن رؤية اهل هذه المناطق والمحافظات وهل تم اشراكهم والتشاور معهم للاستفادة ومعرفة اسرار وخبايا لايعرفها الا اهل مكة التى هى ادرى بشعابها، فمهما بلغت الدولة من قوة فى البحث والدراسة والتخطيط لايمكن ان تستغنى عن اراء الذين يعيشون على ارض الواقع ولديهم من الاحساس الانسانى والمشاعر بهذه الاماكن مالا يتوفر لدى السادة المسئولين الذين ربما لايقدرون هذه الجوانب كثيرا .. نحن نعرف ان الترسيم مازال فى طى الدراسة والاقتراحات وان امكانية مراجعة السلبيات وبما لايجعل من هذا الحلم الجميل كابوسا هو امر متاح وممكن، واما المحافظات الجديدة لااحد يستطيع ان ينكر انها كانت قرارات صائبة ومثاليه ومهمة فوسط سيناء محافظة ستحقق الكثير لشبه جزيرة سيناء من امن وتنمية بشرية والعلمين ستنقل الدنيل فى الساحل الشمالى من سياحة شواطئ الى تنمية زراعيه خاصة بعدما تم ضم وادى النطرون اليها ، والواحات هى محافظة اذا تم الاهتمام بها قل على مصر قريبا ستقلق مضاجع اسبانيا فى سياحة الطبيعة والمحميات والتى اذا اهتممنا بها لحققنا من الثروات والاموال مايفوق دخل دول بترولية كثيرة. إن السؤال الذى سيظل الاكثر الحاحا فى هذه المسألة هو كيف سيتم اختيار المحافظين الجدد لهذه المحافظات الجديدة وايضا القديمة وهل سيمضى اللواء عادل لبيب فى الطريق القديم للاختيار لتستمر ريما على عادتها القديمة ولا شئ يتغير ، فثقافة المحافظ الجغرافية والتاريخية ومعرفته بتضاريس محافظته وحدودها وحاجياتها هو اهم مافى الموضوع ، فاذا كان يملك هذه الثقافة استطاع ان يفهم ويدرس ويصدر قرارات صائبة واذا كان مجرد تشريف ووجاهة فقل على هذا الترسيم واحلامه التوهان. لمزيد من مقالات أبوالعباس محمد