التقى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بوفد الدبلوماسية الشعبية الإثيوبى الذى يزور القاهرة حاليا، برئاسة رئيس البرلمان الإثيوبي، حيث تناول اللقاء سبل دعم العلاقات بين مصر وإثيوبيا، واستعداد الأزهر الشريف للمساهمة فى هذا المجال. وأهدى الوفد إلى شيخ الأزهر لوحة تذكارية لمسجد تسمَّى باسم النجاشى ملك الحبشة. كما وجه الوفد الدعوة إلى فضيلة الإمام الأكبر لزيارة إثيوبيا، ووعد فضيلته بتلبية الدعوة قائلا: أتطلع لزيارة هذا البلد العزيز على قلوبنا لما له من مكانة فى تاريخنا وعقيدتنا. أكد وفد الدبلوماسية الشعبية الأثيوبية أن الشعبين يجمعهما رباط الأخوة، ويجب أن ندعم سبل العيش المشرك بينهما، مضيفًا أن الكرم ليس جديدا على الشعب المصري، وقد جئنا محملين برسالة محبة وسلام من الشعب الإثيوبى لشعب مصر العظيم، فالنجاشى حمى المسلمين عندما قدموا إلى الحبشة، ونحن على أتم الاستعداد ألا نعطيكم الماء فقط بل دمنا أيضا إن شاء الله.
وأشار الوفد إلى أن مؤسسة الأزهر الشريف والتى يمتد تاريخها لأكثر من ألف عام قد وفد إليها العديد من علماء الحبشة الذى تعلموا من منبعه الصافى الوسطية والاعتدال، وعلى رأسهم الشيخ عبد الرحمن الجرني.
ورحَّب فضيلة الإمام الأكبر بوفد الدبلوماسية الشعبية الاثيوبي، وأكد فضيلته أننا أبناء نيل واحد يمر علينا بعد أن يمر عليكم وتشربون منه قبل أن نشرب منه، وهذا ما يعمق العلاقة بين الشعبين ويزيد من المحبة والمودة بيننا، ونحن كشعوب لنا حقوق متساوية فى هذا النهر العظيم يستفيد منه الجميع، وقد علمنا نبينا محمد والمسيح - عليهما الصلاة والسلام - أنه لا يجوز إلحاق الضرر بالآخرين، ونحن كشعب مصر لا نتصور إلحاق الضرر بالآخر لأننا المحطة الأخيرة لهذا النهر العظيم.
وأضاف أن مصر وإثيوبيا تعيشان على نهر واحد ولا نتوقع من الشعب الأثيوبى إلحاق الضرر بالمصريين لأن هذا ضد تعاليم السيد المسيح وجميع الأنبياء وكذلك ضد القيم الإنسانية.
وأكد الطيب، استعداد الأزهر الشريف لتقديم الدعم الكامل للشعب الإثيوبي، وتعميق التعاون بين البلدين ثقافيا وعلميا، وتقديم منح دراسية لأبناء المسلمين الإثيوبيين يتعلمون من خلالها تعاليم الدين الإسلامى الوسطى السمح بعيدًا عن التطرف والغلو.
وأوضح الطيب، أن الحبشة (إثيوبيا) كانت أول حاضنة حمت المسلمين المستضعفين المهاجرين إليها من مكة، حيث كان المسلمون الأوائل يلقون أشد العذاب والهوان من كفار مكة، فكان أول من حماهم هو ملك الحبشة، حيث استقبلهم وكرمهم أيما تكريم، والعجيب أن الهجرة إلى الحبشة تمت مرتين كانت فى إحداهما رقية ابنة النبى - صلى الله عليه وسلم. وأشار الطيب، إلى أنه حينما مات النجاشي صلى عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة، وقيل: صلى عليه فى نفس اليوم، وهذه من معجزات النبوة حيث لم تكن هناك وسائل التواصل المتعارف عليها اليوم، وقال: مات اليوم الملك الصالح، وهذا ما نعلمه لأولادنا فى مدراسنا ومعاهدنا وجامعتنا، ويجعل الأزهر يستقبلكم فى رحابه بحفاوة ومودة شديدة. ..واحتفالات ثقافية ترحيبا بالوفد كتب أحمد إسماعيل: تنظم وزارة الثقافة المصرية اليوم عددًا من الفعاليات الثقافية بمناسبة زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية الاثيوبى لمصر برئاسة أبادولا حميدا داجو رئيس البرلمان الإثيوبى وصرحت د. كاميليا صبحى وكيل أول وزارة الثقافة للعلاقات الثقافية الخارجية أنها كانت قد اتفقت مع السفير مجدى صبري، مساعد وزير الخارجية للشئون الافريقية، على استثمار هذه الزيارة لدعم أنشطة التبادل الثقافى بين البلدين،وذلك اهتماما من وزارة الثقافة بالعلاقات الثقافية مع الدول الافريقية ليس فقط من المنظور التثقيفى ولكن بهدف العمل على زيادة مساحة الشراكات والتعاون المبنى على الفائدة المتبادلة فى كل المجالات. وأضافت أن جميع قطاعات الوزارة قد أسهمت فى إعداد برنامج زيارة الوفد الاثيوبى والذى يصل عدده الى نحو 70 فردا ويضم عددًا كبيرًا من الشخصيات الاثيوبية رفيعة المستوى ، حيث رحبت د. إيناس عبد الدايم باستقبال الوفد فى دار الأوبرا المصرية والتعرف على تاريخها ومتحفها، إلى جانب مشاهدة جانب من البروفات للفرق الفنية المصرية، كما سينظم قطاع الفنون التشكيلية برئاسة د. أحمد عبد الغنى جولة للوفد فى متحف الفن الحديث ومشاهدة أعمال التطوير فى المتحف والمشروعات المستقبلية له والاتجاهات الجديدة التى يقدمها.