التقي الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، بوفد الدبلوماسية الشعبية الأثيوبي الذي يزور القاهرة حاليا، برئاسة رئيس البرلمان الأثيوبي، حيث تناول اللقاء سبل دعم العلاقات بين مصر وأثيوبيا، واستعداد الأزهر الشريف للمساهمة في هذا المجال. في بداية اللقاء رحَّب فضيلة الإمام الأكبر بوفد الدبلوماسية الشعبية الأثيوبي، موضحًا أن الحبشة 'أثيوبيا' كانت أول حاضنة حمت المسلمين المستضعفين المهاجرين إليها من مكة، حيث كان المسلمون الأوائل يلقون أشد العذاب والهوان من كفار مكة، فكان أول من حماهم هو ملك الحبشة، حيث استقبلهم وكرمهم أيما تكريم، والعجيب أن الهجرة إلي الحبشة تمت مرتين كانت في إحداهما رقية ابنة النبي - صلي الله عليه وسلم. وأشار فضيلة الإمام الأكبر إلي أنه حينما مات النجاشي صلي عليه رسول الله - صلي الله عليه وسلم - بالمدينة، وقيل: صلي عليه في نفس اليوم، وهذه من معجزات النبوة حيث لم تكن هناك وسائل التواصل المتعارف عليها اليوم، وقال: مات اليوم الملك الصالح، وهذا ما نعلمه لأولادنا في مدراسنا ومعاهدنا وجامعتنا، ويجعل الأزهر يستقبلكم في رحابه بحفاوة ومودة شديدة. وأكد فضيلته أننا أبناء نيل واحد يمر علينا بعد أن يمر عليكم وتشربون منه قبل أن نشرب منه، وهذا ما يعمق العلاقة بين الشعبين ويزيد من المحبة والمودة بيننا، ونحن كشعوب لنا حقوق متساوية في هذا النهر العظيم يستفيد منه الجميع، وقد علمنا نبينا محمدا والمسيح - عليهما الصلاة والسلام - أنه لا يجوز إلحاق الضرر بالآخرين، ونحن كشعب مصر لا نتصور إلحاق الضرر بالآخر لأننا المحطة الأخيرة لهذا النهر العظيم. وأضاف فضيلته أن مصر وأثيوبيا يعيشان علي نهر واحد ولا نتوقع من الشعب الأثيوبي إلحاق الضرر بالمصريين لأن هذا ضد تعاليم السيد المسيح وجميع الأنبياء وكذلك ضد القيم الإنسانية. وأكد فضيلته علي استعداد الأزهر الشريف لتقديم الدعم الكامل للشعب الأثيوبي، وتعميق التعاون بين البلدين ثقافيا وعلميا، وتقديم منح دراسية لأبناء المسلمين الأثيوبيين يتعلمون من خلالها تعاليم الدين الإسلامي الوسطي السمح بعيدًا عن التطرف والغلو. ومن جانبه أكد وفد الدبلوماسية الشعبية الأثيوبية أن الشعبين: المصري والأثيوبي يجمعهما رباط الأخوة، ويجب أن ندعم سبل العيش المشرك بينهما، مضيفًا أن الكرم ليس جديدا علي الشعب المصري، وقد جئنا محملين برسالة محبة وسلام من الشعب الأثيوبي لشعب مصر العظيم، فالنجاشي حمي المسلمين عندما قدموا إلي الحبشة، ونحن علي أتم الاستعداد ألا نعطيكم الماء فقط بل دمنا أيضا إن شاء الله. وأشار الوفد أن مؤسسة الأزهر الشريف والتي يمتد تاريخها لأكثر من ألف عام قد وفد إليها العديد من علماء الحبشة الذي تعلموا من منبعه الصافي الوسطية والاعتدال، وعلي رأسهم الشيخ عبد الرحمن الجرني. ووجه الوفد الدعوة إلي فضيلة الإمام الأكبر لزيارة أثيوبيا، ووعد فضيلته بتلبية الدعوة قائلا: أتطلع لزيارة هذه البلد العزيز علي قلوبنا لما له من مكانة في تاريخنا وعقيدتنا. وفي نهاية اللقاء أهدي الوفد إلي فضيلة الإمام الأكبر لوحة تذكارية لمسجد تسمَّي باسم النجاشي ملك الحبشة.