يضيق الدرب أحيانا، حتى لا يكفى لمرور تنهيدة، لكننا نواصل السير، فلا معنى للتوقف، الجمود معناه الموت. هكذا الحياة حين تفقد معناها، وتصبح كل الأشياء بطعم واحد، لابد أن نواصل الرحلة، فالحياة تستحق أن نحياها، وهذا مبرر كاف للحياة. أبواب تغلق وأخرى تفتح، لكننا نتوقف أمام الأبواب المغلقة، ونتجاهل الأبواب المفتوحة، وننسى أن الحياة عبور. لا أحد يختار طريقه، قليلون يفعلون ذلك، وحتى هؤلاء - فى مرحلة ما- يعانون، أمواج الحياة لا ترحم أحدا، ومن رحم الألم يولد الأمل. ليس سهلا تغيير العالم، ولا تعديل مساره، كثيرون حاولوا ولم ينجحوا، وحين نفقد الأمل فى تغيير الواقع، من الأفضل أن نحاول تغيير أنفسنا. أشياء كثيرة تبهت بمضى الزمن، وأشياء لا تستحق الوقوف عندها، وشخصيات نتذكرها وننساها، وتستمر الحياة. ليس مهما كيف مضى الأمس، المهم كيف سيجيء الغد، خذ من اليوم عبرة ومن الأمس خبرة، وما طويت النفس هما على يومين: أمس المنقضي، والغد. فى مفترق الطرق عليك الاختيار، وفى الطرق المسدودة لابد من تغيير المسار، حسن التدبير فى التغيير، وتتواصل الرحلة رغم الصعاب. صدمات العمر كثيرة، لكن لا شيء يهم، فالمهم اكتساب الخبرة، كل تجربة تضيف إلى رصيدك، والخبرة ليست ما يحدث لك، وإنما ما تفعله بما يحدث لك. ليس للوجود معنى واحد، فالمعانى تختلف من شخص إلى آخر، ومن يوم إلى آخر، والحكمة أن تدرك المعنى وأن تستوعب المغزي. أيها المسافر لا تضع قلبك فى منزل واحد، وإلا أصبحت مهموما عند الرحيل عنه! لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود