ردا على فيديو ذبح عامل الإغاثة الأمريكي عبد الرحمن كاسيج، أكد جون كيري وزير الخارجية الأمريكي أن وحشية تنظيم "داعش" لن ترهب الولاياتالمتحدة ولا العالم، مشيرا إلى حدوث تقدم في قتال التنظيم الإرهابي في العراقوسوريا. وأشار كيري إلى أن "قادة داعش يفترضون أن العالم سيتم ترهيبه لدرجة أنه لا يستطيع معارضتهم، حسنا، دعونا نكون واضحين: لن يتم ترهيبنا، وأصدقاؤنا وشركاؤنا لن يتم ترهيبهم.. التنظيم الإرهابي مخطئ جدا". وأضاف أن الحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد داعش لها "تأثير ملحوظ"، مشيرا إلى أن التنظيم أرغم على التخلي عن قواعد كما أرغم على تغيير تكتيكاته في مواجهة الضربات الجوية. وشدد كيري على"أن هذا النزاع معركة بين الحضارة والوحشية. إذا لم ننجح في الانتصار على تنظيم داعش لن يكون هناك مستقبل للشرق الأوسط". وتابع أن "الولاياتالمتحدة لا تبحث عن أعداء في الشرق الأوسط، لكن قد يأتي أعداء إلينا كما هو الحال اليوم". وفي الوقت نفسه، أصدر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أوامره بمراجعة سياسة التعامل مع قضية الرهائن الأمريكيين المحتجزين في الخارج بعد مقتل الرهينة الأمريكي. ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن كريستين ورموث الموظفة البارزة بوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، أنه من المقرر أن يتم تنسيق التعاون بين السلطات والوزارات عند احتجاز الرهائن على نحو أفضل. وترجع ضرورة هذا الإجراء إلى زيادة عدد المواطنين الأمريكيين المحتجزين في الخارج. ولفتت رموث إلى أن البنتاجون يعتزم استخدام جميع الإمكانات من أجل إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين. وترفض الولاياتالمتحدة حتى الآن دفع فدية لتحرير الرهائن. وبررت الحكومة الأمريكية رفضها لاتخاذ هذه الخطوة بأنها ستكون بمثابة حافز لاختطاف المواطنين الأمريكيين في الخارج. في غضون ذلك، بدأت أجهزة الأمن البريطانية في تفحص وجوه الإرهابيين الذين ظهروا في فيديو قتل الجنود السوريين على يد فرقة إعدام تابعة لتنظيم داعش. وذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية اليوم، أن تحقيقا عالميا غير مسبوق يتم حاليا بشأن فرقة الإعدام، حيث تمكنت فرنسا من التعرف على شخص من بين 20 إرهابيا على الأقل، قادمين من نورماندي. وأضافت الصحيفة، أن المحققين من الولاياتالمتحدة وأوروبا والشرق الأوسط وآسيا وأستراليا ونيوزيلندا في سباق لتحديد أسماء "الفيلق الأجنبي" من القتلة، الذين اصطفوا لقتل الجنود في الفيديو الذي تم إصداره على الإنترنت يوم الأحد الماضى. من جهة أخرى، أوصى تقرير للأمم المتحدة بمصادرة كل صهاريج البترول المتوجهة من وإلى المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش في العراقوسوريا، وذلك بهدف تجفيف مصادر تمويل التنظيم الإرهابي من بيع البترول. وأوصى التقرير - الذي أعده فريق الأممالمتحدة المسئول عن تطبيق العقوبات المفروضة على التنظيمات الإرهابية المتطرفة - بمنع رحلات الطيران المتجهة من وإلى المناطق الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، بغية منع التنظيم من الحصول على بضائع أو أسلحة. وسيناقش أعضاء مجلس الأمن الدولي ال 15 هذا التقرير، اليوم الأربعاء، في إطار قرار يرمي إلى تجفيف مصادر تمويل "جبهة النصرة" الفرع السوري لتنظيم القاعدة. ويهدف الاجتماع الذي سيعقد برئاسة جولي بيشوب وزيرة الخارجية الأسترالية إلى البحث في سبل تعزيز جهود المجتمع الدولي لمواجهة الخطر الإرهابي في سورياوالعراق. وكان مجلس الأمن الدولي، أصدر في أغسطس قرارا يهدف إلى تجفيف مصادر تمويل التنظيمات الإرهابية في سورياوالعراق ومنع التكفيريين الأجانب من الالتحاق بها، مهددا بفرض عقوبات على كل دولة لا تلتزم بهذا القرار وتشتري نفطا منتجا في مناطق خاضعة لسيطرة المتطرفين. ويدر البترول على تنظيم الدولة "داعش" ما بين 850 ألفا و1،6 مليون دولار يوميا، من خلال اعتماد التنظيم الإرهابي على أسطول من الصهاريج التابعة لوسطاء يتولون تهريب الذهب الأسود المنتج في مناطق سيطرة داعش وبيعه في السوق السوداء، بحسب التقرير. ولم يأت التقرير على ذكر الطرق التى تسلكها هذه الصهاريج في تهريبها للبترول، ولكنه يذكر تركيا كبلد عبور رئيسي لصادرات داعش من البترول الخام قبل أن تعود الصهاريج مجددا إلى العراقوسوريا محملة هذه المرة بمشتقات بترولية مكررة. وأكد التقرير أن فرض "عقوبات لا يمكن أن يمنع بالكامل هذا التهريب"، ولكنه يصعب عملية "توفر الصهاريج لداعش ة وشبكات التهريب المتحالفة معها". ويقترح فريق الأممالمتحدة أن يطلب مجلس الأمن من كل الدول الأعضاء في الأممالمتحدة الحدودية مع المناطق الخاضعة لسيطرة الإرهابيين أن تقوم "سريعا بمصادرة كل الصهاريج وحمولاتها الآتية من هذه المناطق أو المتجهة إليها". ويقترح التقرير أيضا حظر تجارة القطع الأثرية الآتية من سوريا أو العراق، وذلك للتصدي لعمليات النهب التي تستهدف بشكل متزايد هذه الثروة.