يأتى القرار الإسرائيلى بإغلاق الحرم القدسى الشريف ليؤكد حالة التخبط والاضطراب التى تعيشها حكومة بنيامين نيتانياهو، ذلك أن تأجيج المشاعر الدينية، هو آخر ما يمكن أن يسعى إليه «عاقل». وجاء القرار الإسرائيلى ليؤكد أن «الاحتلال» فقد رشده وأعصابه، ولم يعد يتحمل «هجوم السلام» الذى تشنه السلطة الوطنية الفلسطينية، بكثافة ونجاح خلال الفترة الأخيرة. ولعل قرار حكومة السويد بالاعتراف رسميا بدولة فلسطين، والذى صدر أمس ينزع واحدة من أوراق التوت عن الاحتلال الإسرائيلى الغاشم ويمهد الطريق أمام أوروبا لتكمل مسيرة السويد،والتى رأينا بوادرها فى قرار مجلس العموم البريطانى «غير الملزم» قبل أسابيع بالاعتراف بدولة فلسطين. الجميع يعرف أن هناك حربا عالمية حاليا ضد الإرهاب والتطرف الدينى الذى يرتدى «زورا وبهتانا» لباس الإسلام، لكن قرار الاحتلال الإسرائيلى إغلاق المسجد الأقصى لأول مرة منذ سقوط القدس فى عام 1967 جاء ليثبت للعالم كله أن التطرف الدينى والإرهاب تمارسه أيضا دول ، وهو موجه ليس ضد شعب محتل فقط، ولكنه موجه ضد عموم المسلمين فى العالم أجمع، فالمسجد الأقصى «أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين» يدخل فى صميم عقيدة وتكوين المسلمين، ولا يقتصر أمره والاهتمام به على الفلسطينيين فقط. ولا شك أن استمرار الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية وفى قلبها القدس الشريف هو أحد الروافد المغذية للتطرف والإرهاب وربما بات التوصل إلى تسوية نهائية، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس إحدى الخطوات الضرورية والأساسية فى الحرب ضد الإرهاب ، علاوة على إعادة حق مغتصب منذ 66 عاما. واذا كان من ايجابية لقرار الاحتلال الغاشم بإغلاق الأقصي، فلعله يكون فضح الممارسات المتطرفة وإرهاب الدولة الذى تمارسه إسرائيل، وقد آن الأوان للتصدى له وإيقافه ووضع حد لهذا العبث الإسرائيلى غير المسئول. لمزيد من مقالات رأى الاهرام