أعلنت وزيرة الخارجية السويدية اليوم اعتراف حكومة بلادها بدولة فلسطين لتكون بذلك أول دولة عضو في الاتحاد الأوروبي تتخذ هذا القرار، في خطوة وصفتها بالمهمة للفلسطينيين لتقرير مصيرهم، وسط ترحيب القيادة الفلسطينية بهذا القرار «الشجاع والتاريخي». ويأتي ذلك بعد يوم من انعقاد مجلس الأمن اجتماعًا لبحث استمرار الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة وسط وجود مشاورات «لتقديم مشروع أردني باسم العرب لإقامة دولة فلسطينية بحدود عام 1967 وإنهاء الاحتلال عام 2017». في الوقت ذاته جاء اعتراف السويد كالصدمة على قيادات الاحتلال الإسرائيلي؛ لأن هذا القرار شأنه أن يضغط على جميع الدول الأوربية بإعادة النظر في الاعتراف بالدولة الفلسطينية ، ليمثل ذلك ضربة قاسية للاحتلال الإسرائيلي في تطبيق سياسته الدولية تجاه فلسطين. ولم ينتظر وزير خارجية الاحتلال أفيجدور ليبرمان كثيرًا ليعبر عن صدمته من هذا القرار، حيث وصف «ليبرمان» قرار السويد بالاعتراف بدولة فلسطين بال"مؤسف" ، مضيفًا إن السبيل الوحيد للتوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين هو المفاوضات..زاعمًا أن مثل هذه الخطوات تعزز فقط من المطالب غير الواقعية للفلسطينيين. «البديل» ناقشت قرار السويد مع عدد من الدبلوماسيين الفلسطينيين، يقول الدكتور «جهاد الحرازين» القيادي بحركة فتح «إن قرار السويد الاعتراف بالدولة الفلسطينية يؤكد نجاح الدبلوماسية الفلسطينية والتي أعلن عنها الرئيس أبو مازن في خطابه بالأمم المتحدة، والذي ترتب عليه توالي الاعترافات بالدولة الفلسطينية بدءًا من دولة السويد تلاها ما تخذ من قرارات بوزارة الخارجية الفرنسية وما أعقبها من تصويت مجلس البرلمان البريطاني بالأغلبية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية إضافة إلى مجلس الشيوخ الايرلندي والأمر مفتوح على الطاولة الألمانية وعلى الطاولة النرويجية. وأكد «الحرازين» أن «كل هذه الدول أصبحت الآن تفكر بجدية في الاعتراف بالدولة الفلسطينية نتيجة لانكشاف الوجه البشع للاحتلال الإسرائيلي الذي دائمًا ما يمارس الكذب والخداع فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مضيفًا أننا نري اليوم الوجه البشع الأكبر قذارة للاحتلال من تحويل الصراع من سياسي إلي الديني وذلك من خلال إغلاق المسجد الأقصى أمام المصلين الفلسطينيين. وأضاف «الحرازين» ما يكشف غطرسة الاحتلال أيضًا هو التصديق على أكثر من ألف وحدة استيطانية جديدة بالقدس في حالة تحدي جديد للمجتمع الدولي، مؤكدًا أن موقف المجتمع الدولي رافض لهذه الحملة الاستيطانية الجديدة وهو ما تمثل بالأمس باجتماع مجلس الأمن في عدة انتقادات دوليه، في إطار مشاورات لتقديم الممثل العربي الأردني مشروع قرار لوقف الاستيطان والاعتراف بالدولة الفلسطينية. وتابع «الحرازيين» أن المجتمع الدولي بات متأكدًا من الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال بحق فلسطين دولة وشعب وذلك تجلى في مواقف بعد الدول ومن بينها فرنسا التي أدانت في صباح اليوم العمليات الاستيطانية الإسرائيلية بالإضافة إلى إدانة واشنطن لهذه العمليات، وما تمثل من خلافات بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل عندما وصف مسئول أمريكي كبير «ننتياهو» بالجبان لما يشرع في أعمال تهم مصالحة السياسية فقط. وحول ماذا يتطلب من الدول العربية للسعي نحو العزلة الإسرائيلية قال «الحرازين» إن هناك تحركًا عربيًا يجمع القيادة العربية مع القيادة الفلسطينية متمثله في اتصالات مع أبو مازن لتحريك الموقف الدولي اتجاه الاعتراف بفلسطين، ولكن المطلوب أن يكون هناك جهدًا عربيًا أكثر نحو تفعيل الدور السياسي العربي الذي يخدم القضية الفلسطينية من خلال مجموعة مواقف سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو محاولة تشكيل لوبي عربي للضغط على المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي للاعتراف بالدولة الفلسطينية وإظهار ممارسات الاحتلال وانتهاكاته. من جانبه قال الدبلوماسي الفلسطيني«أيمن الرقب» إن قرار السويد بالاعتراف بالدولة الفلسطينية يوضح نجاح الدبلوماسية العربية مؤكدًا أن هذا النجاح لم يأتي من الحراك الدبلوماسي الفلسطيني فقط الذي يقدمه الرئيس أبو مازن مشيرًا إلى حديث وزراء الخارجية الأوربيين أمس عن أن عملية السلام لم تنفذ ألا بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. وأضاف «الرقب» فى تصريحات خاصة ل«البديل» أن ممثل العرب بمجلس الأمن وهو الأردن سيتقدم خلال الاجتماع المقبل بمشروع قرار للاعتراف بالدولة الفلسطينية وترسيم حدودها على خط 1967، مؤكدًا أن انتصار فلسطين سيتحقق بالاختراق من خلال التفاعل مع المجتمع الدولي والذي ينتج عنه مثل هذه التغيرات الدولية مثل قرار السويد بالاعتراف بفلسطين. وحول الممارسات الإسرائيلية في الأقصى قال «الرقب» إن إسرائيل تستمر في انتهاكاتها اليومية وذلك لمحاولة إشعال الوضع مرة أخرى مؤكدًا أن أبو مازن أكد على أن استمرار انتهاكات إسرائيل في الأقصى سيحول الصراع إلي ديني وسيتحمل الاحتلال مسئولياته نتيجة ذلك ، مؤكدًا أن المنطقة العربية التي تشهد صراع وجود بحربها على الإرهاب لا تسمح من استمرار الاحتلال في فرض طغيانه على الشعب الفلسطيني. وشدد الرقب علي حق فلسطين في التوجه إلى المنظمات والمحافل الدولية للمطالبة بحقوق الشعب الفلسطيني وإقامة دولة على حدود الرابع من حزيران في ظل احتلال غاشم يستمر في انتهاكاته اليومية.