فى الوقت الذى كان يُراق فيه دم شهداءنا فى سيناء يوم الجمعة الماضى ، كان إعلامنا الرسمى يتحدث عن برقيات يوجهها وزراء الحكومة للرئيس ، لتهنئته بعيد رأس السنة الهجرى الجديد! .. هذا النموذج من الإعلام ، بات أشبه بإعلام " اللامعقول" ، ويؤكد من جديد أننا لم نتحرك خطوة واحدة للإمام فى المعالجة الإعلامية ، مع كل ماهو رسمى ، وحكومى ، ورئاسى . .. لازال نفس الإعلام يتعامل مع جمهوره ، بنفس عقلية " الماضى " ، العقلية المُوجهة التى لاتحمل بين طياتها ، حتى "حرفية " قدرته على خدمة النظام ب "مهارة " للحفاظ على الشكل العام لهما بدلاً من مُعالجة "ساذجة " باتت غير مقنعة لأحد . والسؤال .. أى برقيات تلك التى ينتظرها الرئيس من وزراءه ، وإن كان هذا عملاً بروتوكولياً ، معروفاً فى السابق ، لماذا نصر على السير على دربه ، ثم إن كان السادة الوزراء يقومون ب " الواجب " الذى يتطلبه منصبهم ، فلماذا لا يتم منع هذه الأعمال التى لاطائل منها ، ونحن فى حالة حرب حقيقية .. ثم إن كان ضرورياً كل ماسبق ، وأصبح وزراؤنا لا يستطيعون "العيش" من غير إرسال البرقيات للتهنئة ، إعمالاً لبروتوكول سابق ومضطرون إليه ، ما الفائدة الحقيقة أن يتناول إعلامنا مثل هذا الخبر ، وإن كان الإعلام هو الآخر مضطراً لذلك فى الأحوال العادية ، كيف يتناول برقيات تهنئة من الوزراء ، وجنودنا يموتون على تراب سيناء ، ودماؤهم تسيل عليه بسلاح إرهاب أسود ! .. لازال الكثيرمن الإعلام الرسمى المصرى ، مُصراً أن يضع نفسه فى " خانة " بوق الدعاية المُباشرة الساذجة ، رغم أن العصر والأحداث ونوعية الجمهور ، قد تجاوزت كل ذلك بجدارة .. هل لازال إعلامنا الرسمى غير واع لذلك ، ألايدرى أن الإعلام الخاص ، برأسماله ، وأدواته التى يلعبه بها ب " حرفنة" باتت أقرب منه بكثير للجمهور ، ورُبما للسلطة نفسها التى يتهافت الإعلام الرسمى على الإشادة بها ؟! والسؤال الأخير .. هل يتصور وزراؤنا أن الرئيس سيترك كل مهامه ، ليكون فى إنتظار برقياتهم ؟ ! .. لازال إعلامنا الرسمى يحتاج إلى الكثير ، حتى ينتشل نفسه من سقوط مدوى .. وللموضوع بقية ! لمزيد من مقالات حسين الزناتى