خرج علينا مؤسس التيار الشعبى" حمدين صباحى" ب " تويتة" يدعو فيها بالشفاء للمحامى الحقوقى أحمد سيف الإسلام،وهذا أمر واجب ويستحق عليه الإشادة، لكنه فى نفس التويتة طالب بإطلاق سراح نجله الناشط السياسى علاء عبد الفتاح ، وكل سجناء الرأى ، فى ربط غريب بين الحالتين . صباحى قال بالنص فى تغريدته "ادعوا بالشفاء لأخى المناضل أحمد سيف الإسلام ، العدالة تقتضى إطلاق سراح كل سجناء الرأى، والإنسانية تقضى بالإفراج الفورى عن علاء عبد الفتاح". تويت "صباحى" جاءت لتؤكد من جديد ، إنحياز الرجل ل علاء عبد الفتاح ، والفئة التى يمثلها من هؤلاء الشباب الذين يرون أن كل مافى مصر "ظلام فى ظلام" . هذا الإنحياز، ربما يكون من حق الأستاذ حمدين ، ولعله حتى يتوافق مع هواه السياسى ، لكن الأمر الغريب أن يطلق حمدين أحكامه المُطلقة ، ويتقمص دور القاضى ، ليصف إطلاق سراح محكوم عليهم بأنه "العدل" ، وأن هؤلاء هُم سجناء رأى ، لا مُتهمين ب " حرق " مؤسسات ، ولاهُم حملوا أسلحة ، ولا حتى خرقوا قوانين وضعتها الدولة ، وتعاملوا على أنهم فوق الدولة ، وكل قوانينها .. ثم يرى "حمدين" أن الإنسانية تقتضى إطلاق سراح علاء عبد الفتاح ، والسؤال لماذا لم تتحرك هذه الإنسانية لديه ، إلا لغيرعلاء عبد الفتاح من السجناء ، الذين قُدر الله لآبائهم وأمهاتهم المرض ، وهم داخل جدران السجون ؟ ولماذا يرى حمدين أن " البراءة" هى " البديل" الوحيد لزملاء عبد الفتاح من الناشطين ، وأن غيرهم دون ذلك ! الإجابة لاتحتاج لمزيد من التحليل ، ف "حمدين" لازال يُراهن على نفس النوعية من الشباب ، "النشطاء الشاطرين ، المُعارضين " لكل نظام ، وفى كل زمان ، ومكان . .. إنهم الشباب الذين سيقفون معه بتصوره ، فى مستقبله السياسى و لازال يراهن عليهم فيه ، رغم أن التجارب السابقة أبدت أن الكثيرمن فئات الشعب ، بات لايؤمن كثيراً بهؤلاء الشباب ، وبعض هذه الفئات تجاوزالأمر إلى حد تخوينهم ، ومحاولتهم العبث بمُقدرات الدولة ذاتها ، بل والسعى لإسقاطها ، أو على أقل تقدير ينظرون إلى نشاطهم على أنه " سبوبة حقوقية" ، قبل أن تكون لأهداف وطنية ! ونحن بالطبع لانقف موقف المؤيدين لتخوين أحد ، ولا نقبل السجن لأصحاب رأى، إن كان ذلك هو الحقيقة ، لكننا نعرف أن هناك أسباباً "جنائية" وراء مُحاكمة هؤلاء الشباب كما أظهرت المُحاكمات ، لكنى كنت أتمنى أن يستفيد حمدين من تجربة ونتيجة الإنتخابات الرئاسية التى خاضها مؤخراً ، ليعى ضرورة عودته من جديد بين صفوف جماهير الغلابة التى جاء من بينها ، بدلاً من إستمرار سعيه خلف " النشطاء" ، والبقاء فى "برجه العاجى" معهم ، ولوعلى حساب شعبيته ، وإهانة القضاء ، والعدالة التى يتحدث عنها .. هل يعى الأستاذ حمدين النصيحة .. نتمنى ذلك ! لمزيد من مقالات حسين الزناتى