أحسنت الإدارة المصرية عندما لم ترد علي استفزازات الرئيس السوداني عمرالبشير عندما أعلن قبيل زيارته للقاهرة أن منطقة حلايب تقع ضمن حدوده الإقليمية وأنه يمتلك الحجة علي ذلك , ولست مع أصحاب النوايا الحسنة الذين يقولون إن البشير خانه التعبير وأنه لم يعن ما قاله , فتصريحاته جاءت في وقت شديد الحساسية ,فضلا عن أنه سبق لمسئول بالرئاسة السودانية أن ذكر منذ أسابيع أن حلايب سودانية 100 % , ووقتها جاء رد مصر الرسمي حاسما وقاطعا وسريعا يؤكد مصرية حلايب وشلاتين ,وكان من الكياسة أن نكتفي بهذا الرد السابق حتى لا تفسد زيارة البشير الرسمية قبل أن تبدأ !! وفي نفس السياق جاءت نتائج اجتماعات اللجنة الوطنية لسد النهضة التي اختتمت أعمالها بالقاهرة الجمعة الماضية بحضور وزراء مياه مصروإثيوبيا والسودان وتم خلالها التوصل لقائمة المكاتب الاستشارية التي ستقدم عروضها لاختيارإحداها لتقييم تأثير السد الإثيوبي علي مصروالسودان , فقد بالغنا - من قبيل حسن نوايانا أيضا - في وصف المحادثات بالإيجابية وبأنه سادها أجواءالود والتفاؤل ,رغم أنها لم تأت بنتائج عملية فاصلة بعد ,فضلا عن أن العمل الاستشاري سيستغرق فترة زمنية ليست بالقصيرة لن تتوقف خلالها أعمال البناء في السد مما يوجد واقعا جديدا علي الأرض لا نعلم كيف سنتعامل معه مستقبلا لو جاء التقرير النهائي في صالحنا ,ناهيك عن الملابسات والتبعات والأزمات والنتائج التي يمكن أن تحدث لو جاء التقريرضدنا لا قدرالله !! وقد تزامن ذلك مع إعلان مركز كارتر إغلاق فرعه في مصر تحت دعوى تقييد الحريات - في سلوك مريب - بعد أن كان قد أرسل خطاب شكر للخارجية المصرية !! وتدعوني كل هذه الملابسات للشعوربأن خيوط المؤامرة الإقليمية والدولية لا تزال تنسج خيوطها الشيطانية حولنا ببطء ودهاء .. ونحن لا نساوي بالطبع بين قرارإغلاق فرع مركز كارتر وبين تصريحات الرئيس البشيرأو مفاوضات السد ولكننا فقط نري أن الأمر يحتاج من أولي الأمر قدرا كبيرا من الحذر والحيطة ونتمني أن تكون سياسة حسن النوايا التي نتبعها يقابلها سياسات أخري بديلة وجاهزة في حالة ظهورأي ملمح لوجه أي مؤامرة قبيحة .. حمي الله بلادنا من مكر الحاقدين وكيد الخائنين. لمزيد من مقالات مسعود الحناوي