تشهد جامعة طنطا، بل محافظات وسط الدلتا، حدثًا تاريخيا ألا وهو "افتتاح المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، المستشفى التعليمى العالمى بجامعة طنطا"، بعد 32 عامًا من وضع الدكتور فؤاد محيى الدين، رئيس وزراء مصر الأسبق، حجر أساسه، فى يوم الخميس 18 أغسطس عام 1982 بحضور الدكتور مصطفى كمال حلمي، نائب رئيس الوزراء، وزير التعليم والبحث العلمى الأسبق، والمستشار فكرى عبد الحميد محافظ الغربية الأسبق، والدكتور عبد الحى مشهور، رئيس جامعة طنطا آنذاك وذلك بعد تعاقب 4 رؤساء، و9 حكومات، و10 رؤساء جامعة. عليه. وتم توجيه الاتهامات لهم بإهدار المال العام، تارةً، وعدم الاهتمام بصحة مواطنى الدلتا العليلة تارةً أخري.. إلى أن دبَّت فى هذا الصرح دماء العمل، وسرتْ به روح الإنجاز، قبيل 25 يناير 2011 بقليل، ليرى النور، ويخرج إلى "العالمية" بعد 30 يونيو وتبدأ قصة إنشاء هذا المستشفى التعليمى العالمي، الذى سيفتتح رسميًّا يوم 21 أكتوبر الحالي، بإتفاق الدكتور عبدالحى مشهور، رئيس الجامعة الأسبق، مع الحكومة الفرنسية، عام 1979، على تمويل المشروع، وإطلاق اسم "المستشفى الفرنساوي" عليه، وتمت موافقة الدكتور كمال الجنزوري، وزير التخطيط، آنذاك، على إدراج المشروع بخطة الوزارة بتكلفة 11 مليون جنيه، منها قرض فرنسى بقيمة 300 ألف فرنك فرنسي. وقام الدكتور فؤاد محيى الدين، رئيس الوزراء الأسبق، بوضع حجر أساسه. وأضاف أن مشكلة التمويل كانت عقبة أساسية فى عدم إتمام إنشائه، حتى تم إسناد أعماله إلى شركة "المقاولون العرب" بموجب أمر إسناد رقم 8 بتاريخ 17 فبراير 1997، على أن تكون سعته التصميمية 1000 سرير، وتم البدء فى التنفيذ بتاريخ 16 ديسمبر 1998، إلا أنه تم تخفيض السعة السريرية إلى 465 سريراً كمرحلة أولى بتكلفة 86 مليون جنيه، مشيرًا إلى أن عملية التنفيذ تأخرت وتوقفت أكثر من مرة، وبدأت الاعتمادات المالية تتوالى على المستشفى فى العام المالى 2012/2013، حتى اكتمل المشروع، وتم تسلمه مبدئيًّا، فى 26 سبتمبر 2013وبلغت قيمة الأعمال الكلية للمستشفى طبقا للمستخلصات 190مليون جنيه، علمًا بأنه تم توفير 150 مليونًا من خلال التبرعات، منها 75 مليونًا من الدولة، ومثلها (أى 75 مليون جنيه) تبرعات من رجال الأعمال ، حيث تم فتح حساب بفرع البنك الأهلى المصرى بطنطا لتلقى التبرعات من أهل الخير برقم (01009009009) ويقول الدكتور عبد الحكيم عبد الخالق، رئيس الجامعة: إن المستشفى يقع على مساحة أربعة أفدنة ونصف الفدان (24 ألف متر مربع) وإجمالى مسطح المنشآت 14 ألف متر مربع، أما المسطح الإنشائى فمساحته 62 ألف و500 متر مربع، ويتكون من 10 أدوار، مقسمة إلى 13 منطقة، ويسع المستشفى 1000 سرير، تم تجهيز 465 سريرًا فى المرحلة الأولي، وبلغت القيمة الإجمالية لإنشاء المستشفى وتجهيزه، بما فى ذلك قيمة الأرض المقام عليها، نحو ثلاثة مليارات جنيه. ويضم المستشفى 15 غرفة عمليات، من بينها غرفة نقل الأعضاء، و32 غرفة تحضير المرضي، وغرفتين للعناية المركزة، بسعة 22 سريرًا للغرفة الواحدة، وغرفة إفاقة بسعة 30 سريرًا، و12 غرفة أشعة، بالإضافة إلى غرفة كوبالت، و23 معملا، و14 عيادة خارجية، وغرفة غسيل كلوى بسعة 8 أسرة، وغرفتين لتجبيس العظام، وكذلك 10 مدرجات تعليمية، سعة المدرج 80 طالبًا، تتصل بشبكة "فيديو كونفرانس" من داخل غرف العمليات، إلى هذه المدرجات مباشرة، كما نخدم المبنى 9 مصاعد كهربائية، ومهبط طائرات، ليكون عندنا فى طنطا أحدث "إسعاف طائر". وأضاف د. عبد الحكيم أنه حرصًا من الجامعة على الحفاظ على هذا الصرح الطبى مدارًا بكفاءة عالية؛ لتقديم أفضل الخدمات الطبية والعلاجية والبحثية، فقد تم تشكيل مجلسين لإدارة المستشفي، برئاسة رئيس الجامعة، أحدهما "مجلس الإدارة" وهو مجلس طبى متخصص، والآخر "مجلس الأمناء" الذى يتكون من عميد كلية الطب بصفته، و4 من أساتذة الطب، ومستشار قانونى (أستاذ بكلية الحقوق)، ومستشار مالى (أستاذ بكلية التجارة)، بالإضافة إلى 5 شخصيات من المجتمع المدني، ممن لهم القدرة على تحفيز المجتمع للتبرع، ولهم رؤية لتشغيل المستشفى بما يضمن تخصيص 150 سريرًا للمرضى المحتاجين، و315 سريرًا بأجر؛ لضمان استمرار العمل بالمستشفى بنفس المستوى فى السنوات المقبلة. كما يضم المستشفى تخصصات: جراحة عامة، وجراحة تجميل، وعظام، ومسالك بولية، ونساء وتوليد، وقلب، وعناية مركزة، وباطنة. ومن المتوقع تحقيق إيرادات سنوية تصل إلى 10 ملايين جنيه، حيث تم تقدير هذا الرقم من واقع الخبرات السابقة فى إدارة المستشفيات التى تقدم خدماتها بأسعار اقتصادية لا تهدف للربح. وأكد رئيس جامعة طنطا أنه سيبدأ تشغيل المستشفى كمرحلة أولى بسعة 465 سريرًا، ليحتل بذلك صدارة المستشفيات والخدمات الطبية فى منطقة الدلتا، ويستفيد منه نحو 20 مليون مريض من أبناء محافظات: الغربية، وكفر الشيخ، والمنوفية، والبحيرة، والدقهلية، التى تكثر فيها الإصابة بأمراض الكبد والأورام. مشيرًا إلى أنه سيقوم على خدمة المرضى ورعايتهم (بعد إتمام المرحلة الثانية لتكتمل سعته 1000 سرير) .