لم يعهد المصريون أن يخرج من بينهم من يسب على الهواء مباشرة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلعن أمهات المؤمنين. وكانت صادمة لمشاعر المشاهدين تلك المقاطع المسجلة التى بثتها أخيرا إحدى القنوات الفضائية الخاصة لفتاتين مصريتين من محافظة الشرقية أعلنتا تشيعهما، ورددت الفتاتان، الشهادة الشيعية مع شيخ شيعى يتطاول على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويلعن أمهات المؤمنين. تلك الحالة هى واحدة من سجلات التراشق المذهبى العنيف شهدتها الفضائيات وتحفل بها صفحات التواصل الاجتماعى ومواقع اليوتيوب. وإذا كان الوضع لم يبلغ مرحلة العنف المذهبي، فإن العنف الكلامى الذى تزايد أخيرا، والذى تغذيه وسائل الإعلام، ينبه إلى الحذر من انتقال الصراع المذهبى الى مصر حاضنة آل البيت والتى تقدر وتجل صحابة رسول الله، والمكان الذى يلجأ له كل مسلم فى العالم لما فيها من الاعتدال الدينى الذى تتميز به فى ظل ما يعانيه العالم العربى والإسلامى من فتنة مذهبية وحروب طائفية. خاصة بعد أن أسهم الإعلام وما زال فى إنتاج خطاب مذهبى بغيض يستخدم الدين لتحقيق أغراض سياسية، وتحول الإعلام من أداة إيجابية لخدمة أغراض التنمية والسلام الاجتماعى وتحقيق التقارب والتفاهم بين الناس إلى أداة هدامة تسيء إلى استقرار الدول والمجتمعات وتنشر الكراهية بين فئات المجتمع الواحد وأصحاب الديانات والثقافات المختلفة. ومتى يترك علماؤنا ومشايخنا الأفاضل الاجتماعات والمؤتمرات والبيانات الرنانة والخطب الحماسية ويعملون جاهدين لنشر العلم الصحيح الخالى من الخزعبلات والآراء المخالفة لثوابت الدين الإسلامى والذى يتماشى مع الفطرة البشرية السوية التى ينجذب اليه البشر سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين. متى يخرجون عمليا إلى المساجد والمدارس والجامعات والمنتديات الشبابية ليغلقوا باب الفتنة المذهبية التى تهدد الاستقرار المجتمعي، ويسدوا بابا لدخول الشيعة بالغلو فى حب أهل البيت - وأدت إلى ظهور العلمانية والإلحاد بسبب تلك السخريات بالدين والاستهزاء به. مؤامرة على الإسلام يرى الدكتور عبد الله النجار، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية، أن ما تنشره وسائل الإعلام من فيديوهات تحرض على الفتنة الطائفية وسب الصحابة وأمهات المؤمنين هى فتنة بالمعنى الحقيقى لان الاختلاف المذهبى قد يكون وسيلة لخداع أى شخص والخلاف المذهبى أصبح وسيلة للمبدأ السياسى وهذا ما يحدث الآن، وإيران تتخذ من المذهب الشيعى وسيلة للتقدم فى البلاد التى تريد ان تتوسع فيها وان حلم التوسع لديهم موجود وتبدد هذا الأمل بعد قيام الثورة الإسلامية وكان من أهم مبادئها تصدير الثورة الإيرانية وهى تعنى إحداث الفوضى فى البلاد التى يصل إليها المد الشيعى وإثارة القلاقل والفتن وهذه سياسة معروفة وواضحة المعالم وهذه مؤامرة لذا فإننا ندعو الناس ممن يقرأون كتب الشيعة أو من يشاهدون الفيديوهات من خلال الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعى واليوتيوب إلى أن يراجعوا حساباتهم وأنهم يتم استدراجهم نحو مؤامرة ضد الإسلام لان الإسلام لا يمنع الاختلاف الفكرى أو المذهبى لكنه يحرم أن يكون الخلاف الفكرى والمذهبى سببا فى تفريق وحدة الأمة الإسلامية، فى هذه الحالة ستكون هذه الكتابات مؤامرة خبيثة لأهداف اشد ضررا للناس وأحذر الناس من الاستدراج إلى هذا الفخ. تشريع قانونى ويقول الدكتور مختار مرزوق عبد الرحيم عميد كلية أصول الدين بأسيوط: ساءنا ما نشرته وسائل الإعلام من أن احد مراجع الشيعة المتهمين بالغلو وبفساد العقيدة يطعن فى السيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها ويطعن فى خلفاء المسلمين أبى بكر وعمر وعثمان رضى الله عنهم أجمعين بل وانه لقن بعض المغرر بهم من شباب المصريين أن هؤلاء فى النار وكأن النار أضحت ملكا لهذا الخبيث، وكان الأولى ببعض الإعلاميين عندنا ألا ينشروا هذا الهراء الذى سمعناه فى بعض البرامج. وأضاف: إن المشكلة ليست فى النشر لان نشر هذه الصورة الخبيثة من الممكن أن يتأتى عن أى طريق ولكن المشكلة عندنا أن الواجب على الدولة المصرية أن تقوم بواجبها مع هذا الضلال المبين وان يصدر قانون يجرم سب الصحابة وسب أمهات المؤمنين ومن باب أولى سب الأنبياء والمرسلين وان لم تفعل الدولة المصرية ذلك فى المستقبل القريب فمن الممكن أن نرى انهارا من الدم تسيل بسبب هؤلاء الحاقدين على أهل السنة والجماعة فلو أن خطيبا صعد على المنبر ثم سب أبا بكر أو عائشة زوج النبى صلى الله عليه وسلم واتهمها بالفجور كما يقول هؤلاء الافاكون لقتله الناس فى الحال. أقول هذا من باب التحذير وان الصدام آت لا محالة إذا لم تتدارك الدولة هذا الأمر بسيف القانون.أما عن الإعلام فإنى انصحهم ألا يستضيفوا احدا من هؤلاء الناس الذين يلوثون عقول الشباب ويربونهم على فكرة خاطئة وهى أن الصحابة رضى الله عنهم وأرضاهم اغتصبوا الخلافة من على بن أبى طالب وأنهم بهذا فى النار إلا النفر القليل منهم فكل هذا هراء لا أساس له من الصحة لان على بن أبى طالب كان وزيرا لأبى بكر الصديق ولعمر بن الخطاب ثم لعثمان بن عفان عن رضى وطيب خاطر ثم آلت الخلافة إليه كما هو معلوم من السيرة العطرة لأصحاب النبى صلى الله عليه وسلم ثم إن المصريين عندنا لا يفرقون بين آل بيت رسول الله وبين الصحابة الكرام فهم يحبون هؤلاء وهؤلاء ويبجلون هؤلاء وهؤلاء وهذا هو المذهب الوسطى الذى كان سائدا فى عصر الصحابة والتابعين رضى الله عنهم. وطالب وزارة التربية والتعليم بأن تكون هناك مادة للتاريخ الإسلامى حتى نحصن أبناءنا وبناتنا من هذا المد الشيعى الذى يحمل الحقد على أصحاب النبى وأيضا هناك تقصير من ناحية الإعلام من زاوية انه لا يخصص البرامج الكافية للرد على هذه الفتن، وبهذه الطريقة نتدارك كل ما يحاك بمصر العزيزة التى يريدون لها أن تكون كالعراق واليمن وعلينا جميعا أن نتحد لمواجهة هذه الفتنة . دور المؤسسات الدينية من جانبه يرى الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن هناك خطة واضحة منظمة لتصدير المذهب الشيعى إلى مصر خاصة وإلى الدول الإسلامية عامة، هذا المخطط فى الأساس ضد الدين الإسلامى لان الدين الإسلامى رسالة إلهية عامة وبالتالى فهو دين يدعو إلى الوحدة وليس الطائفية والمذهبية وهو دين وسط ومعلوم تماما أن هناك خطة لترويج الشعائر والطقوس الشيعية مثل (حسينيات والدعوة إلى زيارة المزارات والأضرحة الشيعية) فبالتالى هناك خطر داهم مقصود به التفتيت والفرقة وخطورة هذه الخطط أنها تسعى بدأب وإصرار على تكريس انتشار الفرقة والطائفية داخل المجتمع المصرى لان مصر قطب الدائرة فى العالم العربى خاصة بأزهرها وفكرها الوسطى وهذا يفرض على الأزهر أن يوفر مساعيه نحو تكريس المنهج الوسطى المعتمد على القرآن والسنة والذى يبغى ويستهدف فى الأساس جمع شمل الأمة على الإسلام الذى لا يعرف التشدد ولا يعرف التطرف والمذهبية الطائفية وهذا ما ينبغى أن يصل إلى الشباب ويعرف الشباب بحقيقة المذهب الشيعى الذى لا ينبغى على الإطلاق أن ينخدع احد بما يبثه بعض الأفراد والجهات بنشر فكر التشيع بما يحمله من معلومات خاطئة مثل وجود مصحف خاص للسيدة فاطمة وسب كبار الصحابة وأمهات المؤمنين.